للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رواية: "إنما بعثت بها إليك لتستمتع بها"، وفي رواية: "بعها، واقض بها حاجتك، أو شَقِّقْها خُمُرًا بين نسائك".

(فَكَسَاهَا عُمَرُ أَخًا لَهُ) زاد في رواية سالم: "من أمه"، (مُشْرِكًا بِمَكَّةَ)، وفي رواية البخاريّ من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: "فأرسل بها عمر إلى أخ له، من أهل مكّة قبل أن يُسلم"، قال النوويّ: هذا يُشعر بأنه أسلم بعد ذلك. انتهى (١).

قال الحافظ: ولم أقف على تسمية هذا الأخ إلا فيما ذكره ابن بشكوال في "المبهمات" نقلًا عن ابن الحذّاء في رجال "الموطإ"، فقال: اسمه عُثمان بن حكيم. قال الدمياطيّ: هو السلميّ أخو خولة بنت حكيم بن أميّة بن حارثة بن الأوقص، قال: وهو أخو زيد بن الخطاب لأمه، فمن أطلق عليه أنه أخو عمر لأمه لم يُصب.

قال الحافظ: قلت: بل له وجه بطريق المجاز. ويَحْتَمِل أن يكون عمر ارتضع من أم أخيه زيد، فيكون عثمان أخا عمر لأمه من الرضاع، وأخا زيد لأمه من النسب.

وأفاد ابن سعد أن والدة سعيد بن المسيِّب هي أم سعيد بن عثمان بن الحكم، ولم أقف على ذِكره في الصحابة، فإن كان أسلم، فقد فاتهم، فليُستَدرك، وإن كان مات كافرًا، وكان قوله: "قبل أن يسلم" لا مفهوم له، بل المراد أن البعث إليه كان في حال كفره، مع قَطْع النظر عما وراء ذلك، فلتُعدّ بنته في الصحابة. انتهى (٢).

وقال صاحب "التنبيه": قوله: "فكساها عمر أخًا له" هو أخو أخيه زيد بن الخطّاب؛ لأمه أسماء بنت وهب، واسمه عثمان بن حكيم، قاله الدمياطيّ، وقال ابن الحذّاء في "التعريف": إنه أخوه لأمه عثمان بن حكيم، قال الحافظ وليّ الدين: والصواب مع الدمياطيّ. انتهى (٣)، والله تعالى أعلم.


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ٣٨ - ٣٩.
(٢) "الفتح" ١٣/ ٣٢٦، كتاب "اللباس" رقم (٥٨٤١).
(٣) "تنبيه المعلم" ص ٣٥٨.