للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جُبَّةَ طَيَالَسَةٍ) بإضافة "جُبّة" إلى "طيالسة"، والطيالسة: جمع طَيلسان، بفتح اللام على المشهور، قال جماهير أهل اللغة: لا يجوز فيه غير فتح اللام، وعَدُّوا كسرها في تصحيف العوامّ، وذكر القاضي في "المشارق" في حرف السين والياء، في تفسير الساج أن الطيلسان يقال: بفتح اللام، وضمّها، وكسرها، وهذا غريبٌ ضعيفٌ، قاله النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - (١).

وقال الطيبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وفي "المغرب": الطيلسان: تعريب اللسان، وجَمْعه طيالسة، وهو من لباس العجم، مدوّرٌ أسود، وفي "جمع التفاريق": الطيالسة لُحمتها وسَدَاها صوفٌ، والطيلس لغة فيه. انتهى، فعلى هذا الإضافة للبيان؛ أي: جبّة صوف، ويُعلم منه أنها كانت سوداء، قال: ويَحْتَمل أن يكون منسوبًا إلى الأعاجم، قال صاحب "الأساس"، و"المغرب": تقول العرب: يا ابن الطيلسان، يريدون: يا أعجميّ، وينصره قوله: "كسروانيّة"، وهو منسوب إلى كسرى ملك الفرس، وبهذا تندفع جميع الإشكالات. انتهى (٢).

(كِسْرَوَانِيَّةً) - بكسر الكاف، وفتحها، والسين ساكنة، والراء مفتوحة - ونقل القاضي أن جمهور الرواة رووه بكسر الكاف، وهو نسبة إلى كِسْرَى، صاحب العراق، مَلِك الفُرْس، وفيه كسر الكاف، وفتحها، قال القاضي: ورواه الهرويّ في مسلم، فقال: "خسروانية".

وفي هذا الحديث دليل على استحباب التبرك بآثار النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، من ثيابه، ونحوها، وفيه أن النهي عن الحرير المراد به الثوب المتمحِّض من الحرير، أو ما أكثره حرير، وأنه ليس المراد تحريم كل جزء منه، بخلاف الخمر، والذهب، فانه يحرم كلّ جزء منهما (٣).

وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وقولها: "طيالسة"؛ أي: غليظة، كأنَّها من طيلسان، وهو الكساء الغليظ.

وقولها: "خسروانية" بالخاء المنقوطة، من فوقها، وهي رواية ابن ماهان،


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ٤٢.
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ٩/ ٢٨٩٥.
(٣) "شرح النوويّ" ١٤/ ٤٢.