للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وصلابتهم في ذلك، ومحافظتهم على طريقة العرب في ذلك، وقد جاء في هذا الحديث زيادة في "مسند أبي عوانة الإسفراينيّ"، وغيره بإسناد صحيح، قال: "أما بعد فاتّزروا، وارتدوا، وألقوا الخفاف، والسراويلات، وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل، وإياكم والتنعم، وزيّ العجم، وعليكم بالشمس فإنها حَمّام العرب، وتمعددوا، واخشوشنوا، واخلولقوا، واقطعوا الرَّكْب، وانزوا نزوًا، وارموا الأغراض، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - … " الحديث. انتهى (١).

(فَإِنَّ) الفاء للتعليل، كما سبق قريبًا؛ أي: لأن (رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ لَبُوسِ الْحَرِيرِ)؛ أي: عمّا يُلبس من الحرير. (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (إِلَّا هَكَذَا")؛ أي: إلا ما كان قَدْر هذا مشيرًا إلى المستثنى بإصبعيه، (وَرَفَعَ لَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِصْبَعَيْهِ) بكسر الهمزة، وفتح الموحّدة، هذه هي اللغة الفصحى، فإن فيها عشر لغات، تثليث الهمزة، مع تثليث الموحّدة، والعاشرة أُصبوع، بوزن عُصفُور، وقوله: (الْوُسْطَى، وَالسَّبَّابَةَ) بدل تفصيل من"إصبعيه"، و"الْوُسْطى" تأنيث الأوسط، (وَضَمَّهُمَا)، أي: ضمّ - صلى الله عليه وسلم - إصبعيه: الوُسطى والسبّابة. (قَالَ زُهَيْرٌ)؛ أي: ابن معاوية، (قَالَ عَاصمٌ) الأحول: (هَذَا فِي الْكِتَابِ) وفي نسخة: "هو في الكتاب يعني: كتاب عمر إلى عتبة - رضي الله عنهما -. (قَالَ) أحمد بن عبد الله شيخ المصنّف: (وَرَفَعَ زُهَيْرٌ إِصْبَعَيْهِ)؛ أي: الوسطى والسبّابة، وليس هذا من المسلسل لانقطاعه، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في قوله: "جاءنا كتاب عمر - رضي الله عنه -" دلالة على أنهم كانوا يعملون بالمكاتَبة، وقد سبق أن الدارقطنيّ نبّه على أن هذا الحديث أصل في جواز الرواية بالكتابة عند الشيخين، قال ذلك بعد أن استدرك عليهما، وفي ذلك رجوع منه عن الاستدراك عليهما. أفاده في "الفتح" (٢).

وقال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: هذا الحديث مما استدركه الدارقطنيّ على البخاريّ


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ٤٦.
(٢) "الفتح" ١٣/ ٣١١، كتاب "اللباس" رقم (٥٨٢٨).