للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: ١٨٧] ما حدثتكم بشيء، سمعت. . ."، فذكر الحديث، وقال في آخره: فوالله ما أدري لعله كان من قومك.

وذكر السهيليّ في "مبهمات القرآن" في سورة {وَالصَّافَّاتِ} عن الطبريّ أن اسم الرجل المذكور: الهَيْزَن، وأنه من أعراب فارس، وهذا أخرجه الطبريّ في "التاريخ" من طريق ابن جريج، عن شعيب الجيانيّ.

وجزم الكلاباذيّ في "معاني الأخبار" بأنه قارون، وكذا ذكر الجوهريّ في "الصحاح"، وكان المستنَد في ذلك ما أخرجه الحارث بن أبي أسامة، من حديث أبي هريرة، وابن عباس بسند ضعيف جدًّا، قالا: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث الطويل، وفيه: "ومن لبس ثوبًا فاختال فيه خُسف به من شفير جهنم، فيتجلجل فيها؛ لأن قارون لبس حُلّة، فاختال فيها فخُسف به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة".

وروى الطبريّ في "التاريخ" من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: "ذُكر لنا أنه يُخسف بقارون كلَّ يوم قامةٌ، وأنه يتجلجل فيها، لا يبلغ قعرها إلى يوم القيامة". انتهى (١).

(قَدْ أَعْجَبَتْهُ) قال القرطبيّ رحمه الله: إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال والاستحسان، مع نسيان منّة الله تعالى، فإنْ رَفَعها على الغير، واحتقر، فهو الكِبْر المذموم. انتهى (٢).

(جُمَّتُهُ) بضمّ الجيم، وتشديد الميم: هي من شعر الرأس ما سقط على المنكبين، قاله ابن الأثير (٣)، وقال الفيوميّ: الْجُمّة من الإنسان: مُجْتَمع شعر ناصيته، يقال: هي التي تبلغ المنكبين، والجع جُمَمٌ، مثلُ غُرْفَةٍ وغُرَفٍ. انتهى (٤).


(١) "الفتح" ١٣/ ٢٦١ - ٢٦٢، كتاب "اللباس" رقم (٥٧٨٨).
(٢) "المفهم" ٥/ ٤٠٦.
(٣) "النهاية" ص ١٦٦.
(٤) "المصباح المنير" ١/ ١١٠.