للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال في "الفتح": "الْجُمّة": بضم الجيم، وتشديد الميم: هي مُجْتَمَع الشعر، إذا تَدَلَّى من الرأس إلى المنكبين، وإلى أكثر من ذلك، وأما الذي لا يتجاوز الأذنين فهو الْوَفْرة. انتهى (١).

(وَبُرْدَاهُ) تثنية بُرْد بضم، فسكون، قال المجد رحمه الله: الْبُرْدُ بالضمّ: ثوبٌ مخطّطٌ، جَمْعه أبراد، وأَبْرُدٌ، وبُرُودٌ، والْبُرْد أيضًا: أكسيةٌ يُلْتَحَفُ بها، الواحدة بِهاء. انتهى بتصرّف يسير (٢).

وقال القرطبيّ رحمه الله: المراد بالبردين: الرداء والإزار، وهذا على طريقة تثنية العُمَرين، والقمرين. انتهى (٣).

(إِذْ خُسِفَ بهِ الأَرْضُ) ببناء الفعل للمفعول، وفي الرواية التالية: "فخسف الله به الأَرضَ"، ولفظ "إذ" أظهر في سرعة وقوع ذلك به، أفاده في "الفتح".

والمعنى: غارت الأرض بذلك الرجل، يقال: خَسَفَ المكانُ خَسْفًا، من باب ضَرَبَ، وخُسُوفًا أيضًا: غار في الأرض، وخسفه الله يتعدّى، ولا يتعدّى، قاله الفيّوميّ (٤).

(فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ) بالجيم؛ أي: يتحرك، وينزل مُضطربًا، وقال القرطبيّ: "يتجلجل": يُخسف به مع تحرّك واضطراب، قاله الخليل وغيره.

(فِي الأَرْضِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ") وفي الرواية التالية: "فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة".

وقال في "الفتح": و"التجلجل" بجيمين: التحرك، وقيل: الجلجلة: الحركة مع صوت، وقال ابن دريد: كلُّ شيء خلطت بعضه ببعض، فقد جلجلته، وقال ابن فارس: التجلجل: أن يسوخ في الأرض مع اضطراب شديد، ويندفع من شقّ إلى شقّ، فمعنى "يتجلجل في الأرض"؛ أي: ينزل فيها مضطربًا متدافعًا.


(١) "الفتح" ١٣/ ٢٦١ - ٢٦٢، كتاب "اللباس" رقم (٥٧٨٨).
(٢) "القاموس المحيط" ص ٩٢.
(٣) "المفهم" ٥/ ٤٠٦.
(٤) "المصباح المنير" ١/ ١٦٩.