٣ - (أنَسُ بْنُ مَالِكٍ) - رضي الله عنه - تقدّم أيضًا قريبًا.
والباقون ذُكروا في الباب، وقبل بابين، و"أبو الربيع" هو: سليمان بن داود الزهرانيّ.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من رباعيّات المصنّف: رحمه الله، وهو (٤١٧) من رباعيّات الكتاب، وأنه مسلسلٌ بالبصريين من حمّاد، وفيه أنس - رضي الله عنه - من المكثرين السبعة، روى (٢٢٨٦) حديثًا.
شرح الحديث:
(عَنْ أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ) - رضي الله عنه - (أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وَنَقَشَ فِيهِ) بالبناء للفاعل؛ أي: أمر بأن يُنقش فيه، ويَحْتَمِل أن يكون بالبناء للمفعول، وقوله:(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ) مبتدأ وخبره، وهو هنا محكيّ؛ لِقَصْد لَفْظه، مفعول به على الأول، ونائب فاعل على الثاني. (وَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (لِلنَّاسِ:"إِنِّي اتَّخَذْتُ) وفي لفظ للبخاريّ: "إنا اتّخذنا" بصيغة الجمع، وهي للتعظيم هنا، والمراد: اتّخذت، (خَاتَمًا مِنْ فِضةٍ) وفي رواية البخاريّ: "إني اتّخذت خاتمًا من وَرِقٍ" (وَنَقَشْتُ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، فَلَا يَنْقُشْ) وفي بعض النُّسخ: "فلا ينقشنّ" بنون التوكيد، (أَحَدٌ عَلَى نَقْشِهِ")؛ أي: على مِثل نَقْشه، وأخرج الترمذيّ من طريق معمر، عن ثابت، عن أنس نحوه، وقال فيه:"ثم قال: لا تنقشوا عليه"، وأخرج الدارقطنيّ في "الأفراد" من طريق سلمة بن وَهْرَام، عن عكرمة، عن يعلى بن أمية، قال:"أنا صنعت للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - خاتَمًا، لم يَشْرَكني فيه: أحد، نَقَش فيه: محمد رسول الله"، فيستفاد منه اسم الذي صاغ خاتم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ونَقَشه.
وقد أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" عن ابن عمر، أنه نقش على خاتمه: عبد الله بن عمر، وكذا أخرج عن سالم، عن عبد الله بن عمر، أنه