(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان"[٧٤/ ٣٩٢](١٥٢)، و (البخاريّ) في "فضائل القرآن"(٤٤٩٨١)، وفي "الاعتصام بالكتاب والسنّة"(٧٢٧٤)، و (النسائيّ) في "فضائل القرآن"(٧٩٧٧)، و"التفسير" من "الكبرى"(١١١٢٩)، و (أحمد)(٢/ ٣٤١ - ٤٥١)، و (أبو نُعيم) في "مستخرجه"(٣٨٣)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان كون القرآن دليلًا قويًّا، وطريقًا سويًّا هَدى الله تعالى به الناس إلى الإيمان، وهذا هو وجه المطابقة لإيراد الحديث في "كتاب الإيمان".
٢ - (ومنها): بيان كون القرآن هو المعجزة الكبرى لنبيّنا - صلى الله عليه وسلم -.
٣ - (ومنها): أن القرآن أفضل الكتب المنزّلة على الأنبياء - عَلَيْهِ السَّلَامُ -، حيث جعله الله تعالى مهيمنًا على الكتُب كلِّها، كما قال - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}[المائدة: ٤٨]، وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في معنى {مهيمنًا} قال: مؤتمنًا عليه، ورُوي عن عكرمة، والحسن، وسعيد بن جبير، وعطاء الخراساني: أنه الأمين، وروي عن ابن عباس أيضًا قال: المهيمن: الأمين على كل كتاب قبله، وكذلك عن الحسن قال: مُصَدِّقًا بهذه الكتب، وأمينًا عليها.
قال شيخ الإسلام - رَحِمَهُ اللهُ -: بعد ذكر هذه الأقوال في معنى "المهيمن": فالسلف كلهم متفقون على أن القرآن هو المهيمن المؤتمن الشاهد على ما بين يديه من الكتب، ومعلوم أن المهيمن على الشيء أعلى منه مرتبةً، ومن أسماء الله تعالى "المهيمن"، ويسمى الحاكم على الناس القائم بأمورهم: المهيمن، قال المبرِّد، والجوهريّ، وغيرهما: المهيمن في اللغة: المؤتمن، وقال الخليل: الرقيب الحافظ، وقال الخطابي: المهيمن: الشهيد، قال: وقال بعض أهل اللغة: الهيمنة: القيام على الشيء، والرعاية له، وأنشدوا [من الطويل]: