كتاب البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج

٣٧ - (كتاب اللباس، والزينة) - (٢١) - (باب في إباحة الاستلقاء، ووضع إحدى الرجلين على الأخرى) - ج: 35 - ص: 31

[تنبيه]: قوله: (وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ … إلخ) قال النوويّ: هكذا هو في جميع نُسخ بلادنا، وكذا ذكره أبو عليّ الغسانيّ عن رواية الجلوديّ، قال: وكذا ذكره أبو مسعود الدمشقيّ عن مسلم، قال: وفي رواية ابن ماهان: "إسحاق بن منصور"، بدل "إسحاق بن إبراهيم"، قال الغسانيّ: الأول هو الذي أعتقد صوابه؛ لكثرة ما يجيء إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد في رواية مسلم، مقرونين عن عبد الرزاق، وإن كان إسحاق بن منصور أيضًا يروي عن عبد الرزاق، قال النوويّ: وهذا الذي صوّبه الغسانيّ هو الصواب، وكذا ذكره الواسطيّ في "الأطراف" عن رواية مسلم. انتهى (١).

[تنبيه آخر]: رواية ابن عيينة عن الزهريّ ساقها البخاريّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "صحيحه"، فقال:

(٥٩٢٩) - حدّثنا عليّ بن عبد الله، حدّثنا سفيان، حدّثنا الزهريّ، قال: أخبرني عباد بن تميم، عن عمه، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد مستلقيًا، واضعًا إحدى رجليه على الأخرى. انتهى (٢).

ورواية يونس بن يزيد، عن الزهريّ، ساقها أبو عوانة - رَحِمَهُ اللهُ - في "مسنده"، فقال:

(٨٦٩٤) - حدّثنا بحر بن نصر الخولانيّ، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عباد بن تميم، عن عمه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستلقي في المسجد، إحدى رجليه على الأخرى، وزعم عبّاد أن عمر بن الخطاب وعثمان - رضي الله عنهما - كانا يفعلان ذلك. انتهى (٣).

ورواية معمر عن الزهريّ ساقها عبد بن حُميد - رَحِمَهُ اللهُ - في "مسنده"، فقال:

(٥١٧) - أخبرنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهريّ، عن عباد بن تميم، عن عمه، قال: رأيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مستلقيًا في المسجد، رافعًا إحدى رجليه على الأخرى. انتهى (٤)، والله تعالى أعلم.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

---

(١) "شرح مسلم" ١٤/ ٧٨.
(٢) "صحيح البخاريّ" ٥/ ٢٣١٨.
(٣) "مسند أبي عوانة" ٥/ ٢٧٠.
(٤) "مسند عبد بن حميد" ١/ ١٨٤.