للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث جابر - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.

[فإن قلت]: كيف أخرج مسلم هذا الحديث، وفي إسناده معقل بن عُبيد الله، وهو متكلّم فيه، وفيه عنعنة أبي الزبير، وهو مدلّس إلا إذا روى عنه الليث؟.

[قلت]: أما الكلام في معقل، فلا يضرّ؛ لأنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه سفيان الثوريّ، كما عند أحمد، وأبي داود، وغيرهما، قال أبو داود - رحمه الله -:

(٢٥٦٤) - حدّثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مُرّ عليه بحمار، قد وُسِم في وجهه، فقال: "أما بلغكم أني قد لعنت مَن وَسَمَ البهيمة في وجهها، أو ضربها في وجهها؟ "، فنَهَى عن ذلك. انتهى (١)، وهذا إسناد صحيح.

وتابعه أيضًا حماد بن سلمة، فقد أخرجه ابن حبّان في "صحيحه"، من طريقه، فقال:

(٥٦٢٧) - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدّثنا غسان بن الربيع، عن حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رأى حمارًا، قد وُسم في وجهه، فقال: "ألم أَنْهَ عن هذا؟ لعن الله من فعله". انتهى (٢)، وهذا الإسناد حسنٌ.

وأما عنعنة أبي الزبير، فلا تضرّ أيضًا؛ لأنه لم ينفرد به، بل تابعه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، فقد أخرجه عبد الرزّاق في "مصنّفه"، من روايته عن جابر - رضي الله عنه -، فقال:

(٨٤٥٠) - أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر بن عبد الله، قال: رأى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حمارًا قد وُسِم في وجهه، فقال: "لَعَن الله مَن فَعَل هذا". انتهى (٣)، وهذا إسناد صحيح، ومحمد بن عبد الرحمن لم يوصف بالتدليس.


(١) "سنن أبي داود" ٣/ ٢٦.
(٢) "صحيح ابن حبان" ١٢/ ٤٤٣.
(٣) "مصنف عبد الرزاق" ٤/ ٤٥٨.