للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ أنسٍ) - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْم) بنت مِلْحان الأنصاريّة، وهي والدة أنس - رضي الله عنهما -، يقال: اسمها سهلة، أو رُميلةً، أو رُميثة، أو مليكة، أو أُنيثة، وهي الغُميصاء، أو الرُّميصاء، اشتهرت بكنيتها، وكانت من الصحابيّات الفاضلات، وماتت في خلافة عثمان - رضي الله عنه -. (قَالَتْ لِي: يَا أنَسُ انْظُرْ هَذَا الْغُلَامَ) هو ولدها عبد الله بن أبي طلحة، أخو أنس من أمه، (فَلَا يُصِيبَنَّ شَيْئًا)؛ أي: من المأكولات والمشروبات، (حَتى تَغْدُوَ بِهِ)؛ أي: تذهب به، يقال: غَدَا غُدُوًّا، من باب قعد: ذهب غُدْوُةً، وهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس، وجَمْع الغُدْوَةِ غُدًى، مثلُ مُديةٍ ومُدَىً، هذا أصله، ثم كثُر حتى استُعْمِل في الذهاب، والانطلاق أيَّ وقت كان، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ"؛ أي: وانطلق، قاله الفيّوميّ - رحمه الله - (١).

(إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُحَنِّكُهُ)؛ أي: يَدْلُكُ حَنَكَه بتمر ونحوه، يقال: حنّكتُ الصبيَّ تحنيكًا: إذا مضغت تمرًا، أو نحوه، ودلكت به حَنَكه، وحَنَكتهُ حَنْكًا، من بابي ضرب، وقتل كذلك، فهو محنّك من المشدّد، ومحثوك من المخفّف، والْحَنَكُ من الإنسان وغيره مذكّرٌ، وهو باطن أعلى الفم من داخل، أو الأسفلُ من طرف مُقَدَّم اللَّحْيَين، وجمعه أحناكٌ، مثلُ سبب وأسباب (٢)، (قَالَ) أنس - رضي الله عنه -: (فَغَدَوْتُ)؛ أي: ذهبت بالغلام إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، (فَإذَا هُوَ فِي الْحَائِطِ) "إذا" هنا هي الفُجَائيّة؛ أي: ففاجأني كونه في الحائط؛ أي: البستان، وقوله: (وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ) جملة في محلّ نصب على الحال، والخميصة: كساء أسود مربّعٌ له عَلَمان (٣)، وقال النوويّ - رحمه الله -:: الخميصة هي كساء من صوف، أو خَزّ، ونحوهما، مُرَبَّعٌ، له أعلام. انتهى (٤).

وقوله: (جَوْنِيَّةٌ) قال النوويّ - رحمه الله -: اختَلَف رواة "صحيح مسلم" في ضَبْطه، فالأشهر أنه بحاء مهملة مضمومة، ثم واو مفتوحة، ثم ياء مثناة تحت


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٤٤٣.
(٢) راجع: "المصباح المنير" ١/ ١٥٤، و"القاموس المحيط" ص ٣٣٠.
(٣) "القاموس المحيط" ص ٣٩٥.
(٤) "شرح النوويّ" ١٤/ ٩٨.