الظاهر بفتح اللام، وإن ضُبط بكسرها في النسخ المعتمدة بأيدينا، ثم رأيت القسطلاني قال: بفتح اللام مصدر ميميّ؛ أي: إلا الجلوس في مجالسكم، وفي اليونينيّة بكسر اللام. انتهى (١).
(فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ") هكذا في هذه الرواية بتذكير الضمير، وفي رواية "حقّها" بالتأنيث، وكلاهما صحيح؛ لأن الطريق يذكّر، ويؤنّث، وفي حديث أبي شُريح عند أحمد: "فمن جلس منكم على الصعيد فليعطه حقه". (قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟) وفي لفظ البخاريّ: "وما حقّ الطريق؟ "، وفي حديث أبي شُريح: "قلنا: يا رسول الله، وما حقّه؟ "، (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("غَضُّ الْبَصَر، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلَام، وَالأَمْرُ بالْمَعْرُوف، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ") قال في "الفتح": قد تبيّن من سياق الحديث أن النهي عن ذلك للتنزيه؛ لئلا يَضْعف الجالس عن أداء الحقّ الذي عليه.
قال الجامع عفا الله عنه: كون السياق يدلّ على أن النهي للتنزيه لا يخفى ما فيه، فتأمله، والله تعالى أعلم.
وفي حديث أبي طلحة - رضي الله عنه - الآتي في "السلام" الأولى، والثانية، وزاد "وحسن الكلام"، وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الأولى، والثالثة، وزاد: "وإرشاد ابن السبيل، وتشميت العاطس إذا حَمِد"، وفي حديث عمر - رضي الله عنه - عند أبي داود، وكذا في مرسل يحيى بن يعمر من الزيادة: "وتُغيثوا الملهوف، وتَهدوا الضالّ"، وهو عند البزار بلفظ: "وإرشاد الضالّ"، وفي حديث البراء - رضي الله عنه - عند أحمد، والترمذيّ: "اهْدُوا السبيل، وأعينوا المظلوم، وأفشوا السلام"، وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عند البزار من الزيادة: "وأعينوا على الْحَمُولة"، وفي حديث سهل بن حنيف - رضي الله عنه - عند الطبرانيّ من الزيادة: "ذكر الله كثيرًا"، وفي حديث وحشيّ بن حرب - رضي الله عنه - عند الطبرانيّ من الزيادة: "واهدُوا الأغبياء، وأعينوا المظلوم".
ومجموع ما في هذه الأحاديث أربعة عشر أدبًا، قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: وقد نظمتها في ثلاثة أبيات، وهي [من البسيط]: