للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي "شرح القاموس": قولهم: لا بُدَّ اليومَ من قَضَاءِ حاجَتي؛ أي: لا فِرَاقَ منه، وقِيلَ: لا بدَّ منه: لا مَحَالَةَ منه، وقال الزّمخشريّ؛ أي: لا عِوَضَ، ومعناه: أَمرٌ لازمٌ، لا تمكِن مُفارقتُه، ولا يُوجَد بَدلٌ منه، ولا عِوَضٌ يقوم مَقامَه، وقالوا: ولا يُستعمَل إِلَّا في النَّفْي، واستعمالُه في الإِثبات مُوَلَّد. انتهى باختصار (١).

(مِنْ مَجَالِسِنَا، نَتَحَدَّثُ فِيهَا) قال القاضي عياض: فيه دليل على أن أَمْره لهم لم يكن للوجوب، وإنما كان على طريق الترغيب والأوْلى؛ إذ لو فَهِموا الوجوب لم يراجعوه هذه المراجعة، وقد يَحتجّ به من لا يرى الأوامر على الوجوب، قال الحافظ: ويَحْتَمِل أن يكونوا رَجَوْا وقوع النَّسخ تخفيفًا لِمَا شَكَوْا من الحاجة إلى ذلك، ويؤيده أن في مرسل يحيى بن يعمر: "فظنّ القوم أنها عزمة"، ووقع في حديث أبي طلحة: "فقالوا: إنما قعدنا لغير ما بأسٍ، قعدنا نتحدث، ونتذاكر" (٢). (قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فإذَا أبيْتُمْ) وفي بعض النسخ: "فإن أبيتم" (إِلَّا الْمَجْلِسَ)؛ أي: الجلوس، فهو مصدر ميميّ من الجلوس، قال في "الفتح": قوله: "إلا المجلس" كذا للجميع هنا بلفظ "إلا" بالتشديد، وتقدم في أواخر "المظالم" بلفظ: "فإذا أتيتم إلى المجالس" بالمثناة بدل الموحدة، في "أتيتم" وبتخفيف اللام من "إلى"، وذكر عياض أنه للجميع هناك هكذا، وقد بيّنت هناك أنه للكشميهنيّ هناك كالذي هنا، ووقع في حديث أبي طلحة: "إِمَّا لا" بكسر الهمزة، و"لا" نافية، وهي ممالة في الرواية، ويجوز ترك الإمالة، ومعناه: إلا تتركوا ذلك، فافعلوا كذا، وقال ابن الأنباريّ: افعل كذا، إن كنت لا تفعل كذا، ودخلت "ما" صلة، وفي حديث عائشة عند الطبرانيّ في "الأوسط": "فإن أبيتم إلا أن تفعلوا وفي مرسل يحيى بن يعمر: "فإن كنتم لا بُدّ فاعلين" (٣).

وكتب في هامش النسخة التركيّة على قوله: "إلا المجلس" ما نصّه:


(١) "تاج العروس" ١/ ١٨٨١.
(٢) "الفتح" ١٤/ ١٤١، كتاب "الاستئذان" رقم (٦٢٢٩).
(٣) "الفتح" ١٤/ ١٤١، كتاب "الاستئذان" رقم (٦٢٢٩).