للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بعضهم لبعض، فإن الجالس على الطريق يمرّ به العدد الكثير من الناس، فربما سألوه عن بعض شأنهم، ووَجْه طُرُقهم، فيجب أن يتلقاهم بالجميل من الكلام، ولا يتلقاهم بالضجر، وخشونة اللفظ، وهو من جملة كفّ الأذى.

قال الحافظ: وله شواهد من حديث أبي شُريح هانئ، رَفَعه: "من موجبات الجنة إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وحسن الكلام"، ومن حديث أبي مالك الأشعريّ، رفعه: "في الجنة غُرَف لمن أطاب الكلام … " الحديث، وفي "الصحيحين" من حديث عديّ بن حاتم، رفعه: "اتقوا النار، ولو بشقّ تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة".

وأما تشميت العاطس فسيأتي - إن شاء الله تعالى -.

وأما ردّ السلام فسيأتي أيضًا قريبًا.

وأما المعاونة على الحمل فله شاهد في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة، رفعه: "كل سُلامَى من الناس عليه صدقة … " الحديث، وفيه: "ويعين الرجلَ على دابته، فيحمله عليها، ويرفع له عليها متاعه صدقة".

وأما إعانة المظلوم فتقدم في حديث البراء - رضي الله عنه - قريبًا، وله شاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعريّ - رضي الله عنه - مرفوعًا: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا، وشبّك بين أصابعه"، متّفقٌ عليه (١).

وأما إغاثة الملهوف فله شاهد في "الصحيحين" من حديث أبي موسى - رضي الله عنه -، وفيه: "ويعين ذا الحاجة الملهوف"، وفي حديث أبي ذرّ - رضي الله عنه - عند ابن حبان: "وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث"، وأخرج المرهبيّ في "العلم" من حديث أنس - رضي الله عنه -، رفعه، في حديث: "واللهُ يُحب إغاثة اللهفان"، وسنده ضعيف جدًّا، لكن له شاهد من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "أصلح منه، والله يحب إغاثة اللهفان".

وأما إرشاد السبيل فرَوَى الترمذيّ، وصححه ابن حبان، من حديث أبي ذرّ - رضي الله عنه - مرفوعًا: "وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة"، وللبخاريّ في "الأدب المفرد"، والترمذيّ، وصححه، من حديث البراء - رضي الله عنه -، رفعه: "مَنْ


(١) سيأتي لمسلم في "كتاب البرّ والصلة" برقم (٢٥٨٥).