للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأنصار عليه إلَّا حيث لزم من تسمية ولده القاسمَ أن يصير يُكنى أبا القاسم. انتهى (١).

وقال في "الفتح": ويؤيّده أنه لَمْ يُختلف على محمد بن المنكدر عن جابر في ذلك (٢) - أي في تسميته بالقاسم. (فَقُلْنَا: لَا نَكْنِيكَ) بفتح أوله، وسكون ثانيه، من الكُنية ثلاثيًّا، وَيحْتَمل أن يكون بضمّ أوله، من الإكناء رباعيًّا، أو من التكنية، قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: كنيت زيدًا أبا عمرو، وبه، كُنية بالكسر، والضمّ: سمّاه به، كأكناه، وكنّاه. انتهى (٣). (أَبَا الْقَاسِم، وَلَا نُنْعِمُكَ عَيْنًا) بضمّ أوله، وكسر ثالثه، من الإنعام؛ أي: لا نُنْعم عليك بذلك، فتقَرّ به عينك، ويؤخذ منه مشروعيّة تكنية المرء بمن يولد له، ولا يختصّ بأول أولاده، قاله في "الفتح" (٤).

وقال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: أي: لا تَقَرّ عينك بذلك، والنَّعْمَة، والنُّعْمة بالفتح، والضم: الْمَسَرّة، يقال: نَعِمَ الله بك عينًا، ونَعِمَ بك عينًا، بالكسر، وأنعم بك عينًا، ونَعّمك عينًا؛ أي: أقرّ بك عين من يحبك، وأنكر بعضهم: نَعِم الله بك عينًا؛ لأنَّ الله لا يَنْعَم، يريد نعمة المخلوقين، وإذا تُؤُوِّل على موافقة مراد الله صحّ لفظًا ومعنًى، والنَّعمة بالفتح: التنعم، والنِّعمة بالكسر: اسمُ ما أنعم الله به على عباده، ومَوْلَى النعمة: الْمُعْتِق. انتهى (٥).

وقال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: ونَعِمَ اللهُ تعالى بِكَ؛ كَسَمِعَ، ونَعِمَكَ، وأنْعَمَ بِكَ عَيْنًا: أقَرَّ بِكَ عَيْنَ من تُحِبُّهُ، أو أقَرَّ عَيْنَكَ بمَنْ تُحِبُّهُ، ونَعْمُ عَيْني، ونَعْمَةُ، ونَعامُ، ونَعيمُ، بفَتْحِهِنَّ، ونُعْمَى، ونُعَامَي، ونُعامُ، ونُعْمُ، ونُعْمَةُ، بضمِهِنَّ، ونِعْمَةُ، ونِعَامُ، بكسرهما، ويُنْصبُ الكُلُّ بإضمار الفِعْلِ؛ أي: أفْعَلُ ذلك إنْعَامًا لعَيْنِكَ، وإكْرامًا. انتهى (٦).


(١) "الفتح" ٧/ ٣٧٧، كتاب "فرض الخمس" رقم (٣١١٥).
(٢) "الفتح" ١٤/ ٦١، كتاب "الأدب" رقم (٦١٨٦).
(٣) "القاموس المحيط" ص ١١٥٢.
(٤) "الفتح" ١٤/ ٦١، كتاب "الأدب" رقم (٦١٨٦).
(٥) "مشارق الأنوار" ٢/ ١٨.
(٦) "القاموس المحيط" ص ١٢٩٨.