للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومسلم، وعبد الله، قال: "فمن أكبرهم؟ " قلت: شُريح، قال: "فأنت أبو شريح" (١).

وقد غيَّر اسم حكيم، وعزيز؛ لِمَا فيهما من التشبيه بأسماء الله تعالى. انتهى كلام القرطبيّ رحمه الله (٢)، وهو بحث مفيدٌ، والله تعالى أعلم.

وقوله: (وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ كُرَيْبٍ: قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ) بيّن فيه تصريح كريب بسماعه من ابن عبّاس - رضي الله عنهما -، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما - هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.

[تنبيه]: حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما - هذا أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" مطوّلًا، فقال:

(٧٥٣) - أنا أبو طاهر، نا أبو بكر، نا يحيى بن حكيم، نا سفيان بن عيينة (ح) وحدّثنا عبد الجبار بن العلاء، نا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن، وهو مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس قال: قالت جويرية بنت الحارث - وكان اسمها بَرَّة، فحوّل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - اسمها، وسمّاها جُويرية، وكَرِه أن يقال: خرج من عند بَرّة - قالت: خرج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأنا في مصلاي، فرجع حين تعالى النهار، وأنا فيه، فقال: "لم تزالي في مصلاك منذ خرجتُ؟ " قلت: نعم، قال: "قد قلت أربع كلمات، ثلاث مرّات، لو وُزِنَّ بما قلتِ لوزنتهنّ: سبحان الله، وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته"، هذا حديث يحيى بن حكيم، وقال عبد الجبار، عن ابن عباس: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى صلاة الصبح، وجويرية جالسة في المسجد، فذكر الحديث، ولم يذكر ما قبل هذا من الكلام. انتهى (٣).

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٣/ ٥٥٩٤] (٢١٤٠)، و (البخاريّ) في "الأدب


(١) حديث صحيح، رواه أبو داود في "سننه" (٤٩٥٥).
(٢) "المفهم" ٥/ ٤٦٥ - ٤٦٦.
(٣) "صحيح ابن خزيمة" ١/ ٣٧٠.