للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه - (أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ) ووقع في بعض النسخ: "كانت" بالتاء، والأول أَولى. (اسْمُهَا بَرَّةَ) - بفتح الموحدة، وتشديد الراء - قال في "الفتح": كذا في رواية محمد بن جعفر، وهو غندر، عن شعبة، ووافقه جماعة، وقال عمرو بن مرزوق، عن شعبة بهذا السند، عن أبي هريرة: "كان اسم ميمونة بَرّةَ"، أخرجه البخاريّ في "الأدب المفرد" عنه، والأول أكثر (١)، وزينب هي بنت جَحْش، أو بنت أبي سلمة، والأولى زوج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، والثانية ربيبته، وكل منهما كان اسمها أوّلًا بَرّة، فغيّره النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، كذا قال ابن عبد البرّ، وقصة زينب بنت جحش أخرجها مسلم، وأبو داود، في أثناء حديث عن زينب بنت أم سلمة، قالت: سُمِّيت برةَ، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزكوا أنفسكم، فإن الله أعلم بأهل البرّ منكم"، قالوا: ما نسمّيها؟ قال: "سَمّوها زينب"، وفي بعض روايات مسلم: "وكان اسم زينب بنت جحش: برّة"، وقد أخرج الدارقطنيّ في "المؤتلف" بسند فيه ضعف أن زينب بنت جحش قالت: يا رسول الله اسمي برّة، فلو غيّرته، فإن البرّة صغيرة، فقال: "لو كان مسلمًا لسمّيته باسم من أسمائها، ولكن هو جحش، فالجحش أكبر من البرّة"، وقد وقع مثل ذلك لجويرية بنت الحارث أم المؤمنين، فأخرج مسلم، وأبو داود، والبخاريّ في "الأدب المفرد" عن ابن عباس، قال: "كان اسم جويرية بنت الحارث برّة، فحوّل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - اسمها، فسمّاها جويرية، كَرِه أن يقال: خرج من عند برة". انتهى (٢).

(فَقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا) يقال: زَكَّى الرجلُ نفسَه: إذا وصفها، وأثنى عليها (٣)، وذلك لأن لفظة "برّة" مشتقة من البرّ، وكذلك وقع في قصة جُويرية السابقة: "كَرِه أن يقال: خرج من عند بَرّة"، وقال في قصّة زينب: "الله أعلم بأهل البرّ منكم". (فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - زَيْنَبَ) قال في "القاموس"،


(١) وقع في نسخة "الفتح" بلفظ: "أكبر"، والظاهر أنه تصحيف، والله تعالى أعلم.
(٢) "الفتح" ١٤/ ٦٩ - ٧٠، كتاب "الأدب" رقم (٦١٩٢).
(٣) "لسان العرب" ١٤/ ٣٥٨.