و"شرحه": زَنِبَ كفَرِح يَزْنَب زَنَبًا؛ أَي: سَمِن. والزَّنَبُ: السِّمَنُ. والأَزْنَبُ: السَّمِين، وبه سُمِّيَت المَرْأَة زَيْنَب، قال سِيبَوَيْه: هو فَيْعَل، واليَاءُ زَائِدَةٌ، أَو مِنْ زُنَابَى العَقْرَب، وزُنَابَتُها كِلْتَاهُما، لزُبَانَاهَا: إِبْرَتها التي تَلْدَغ بِهَا فَيْعَل، أَو مِنَ الزَّينَبِ لشَجَرٍ حَسَنِ المَنْظَر، طَيِّب الرَّائِحَة، وَاحدتُه زَيْنَبَة، قاله ابْنُ الأَعْرَابِيّ، أَو أَصْلُهَا زْينُ أَب حُذِفَتِ الأَلِفُ؛ لكَثْرَةِ الاسْتِعمَال، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَة كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُوهَا زُنَابَ بالضَّمِّ. انتهى (١).
وقوله:(وَلَفْظُ الْحَدِيثِ لِهَؤُلَاءِ دُونَ ابْنِ بَشَّارٍ)؛ يعني: أن اللفظ المذكور لشيوخه الثلاثة: ابن أبي شيبة، وابن المثنّى، وعبيد الله بن معاذ، وليس لمحمد بن بشّار، هكذا قال مسلم رحمه الله، لكن الحديث وقع من رواية ابن بشّار عند البيهقيّ بلفظهم، فقال في "السنن الكبرى":
(١٩٠٩٩) - أخبرنا أبو بكر بن فُورك، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة (ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم، ثنا أحمد بن سلمة، ثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن عطاء بن أبي ميمونة، قال: سمعت أبا رافع، يحدّث عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أن زينب كان اسمها برّة، فقيل: تزكّي نفسها، فسمّاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب".
قال: لفظ حديث محمد بن جعفر، رواه البخاريّ في "الصحيح" عن صدقة بن الفضل، عن محمد، ورواه مسلم عن ابن بشار وغيره. انتهى.
فقد صرّح البيهقيّ رحمه الله أن هذا السياق هو لابن بشّار عن محمد بن جعفر، وهو نفس سياق المشايخ الآخرين، ولعلّ مسلمًا رحمه الله رواه بما يخالف ألفاظهم، فإنه إمام محقّق له اطّلاع واسع على اختلاف ألفاظ الشيوخ، والله تعالى أعلم.
وقوله:(وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ) غرض مسلم بهذا بيان أن رواية ابن المثنّى، وابن بشّار بلفظ:"حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة"، فصرّحا بتحديث شعبة لهما، وأما ابن أبي شيبة، فقال: