للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أن الأصوب شاه شاهان، وكذا جاء في بعض الأخبار في كسرى، قالوا: وشاه الملك، وشاهان الملوك، وكذا يقولون لقاضي القضاة: موبذ موبذان، قال القاضي: ولا يُنكَر صحة ما جاءت به الرواية؛ لأن كلام العجم مبني على التقديم والتأخير في المضاف والمضاف إليه، فيقولون في غلام زيد: زيدُ غلام، فهكذا أكثر كلامهم، فرواية مسلم صحيحة. انتهى (١).

(وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سَأَلْتُ أَبَا عَمْرٍو) الشيبانيّ إسحاق بن مِرار - بكسر أوله، وتخفيف الراء - النحويّ اللغويّ الكوفيّ، نزيل بغداد من الطبقة التاسعة (٢)، له ذِكر في "صحيح مسلم" هنا فقط.

وقال النوويّ رحمه الله: أبو عمرو هذا هو إسحاق بن مِرَار - بكسر الميم - على وزن قِتَال، وقيل: مَرَّار بفتحها، وتشديد الراء؛ كعَمّار، وقيل: بفتحها، وتخفيف الراء؛ كغَزَال، وهو أبو عمرو اللغويّ النحويّ المشهور، وليس بأبي عمرو الشيبانيّ، ذاك تابعيّ، تُوُفّي قبل ولادة أحمد بن حنبل، والله أعلم. انتهى (٣).

وقال في "تهذيب التهذيب": رَوَى عن أبي عمرو بن العلاء، وركن الشاميّ، وروى عنه ابنه عمرو، وأحمد بن حنبل، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وغيرهم.

قال أبو بكر بن الأنباريّ: كان أبو عمرو الشيبانيّ يقال له: أبو عمرو صاحب ديوان اللغة، والشعر، وكان خَيِّرًا فاضلًا صدوقًا، قال عبد الله بن أحمد: كان أبي يلزم مجالس أبي عمرو، ويكتب أماليه، وكان أبو عمرو الشيباني نبيلًا فاضلًا عالِمًا بكلام العرب، حافظًا للغاتها، عمل "الشعراء"، وكان سمع من الحديث سماعًا واسعًا وعُمِّر عُمُرًا حتى أناف على التسعين، وهو عند الخاصة من أهل العلم والرواية، مشهور معروف، والذي قَصّر به عند العامة أنه كان مشتهرًا بالنبيذ، والشرب له.


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٢٢.
(٢) هكذا في نسخة أبي الأشبال من "التقريب"، ووقع في غيرها: من الثامنة، وهو غلط.
(٣) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٢٢.