للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصَّلْب، يقال: لاك اللُّقمة يلوكها لَوْكًا - من باب قال -: مضغها، ولاك الفرسُ اللِّجَامَ: عَضَّ عليه (١).

(ثُمَّ فَغَرَ) بفتح الفاء، والغين المعجمة؛ أي: فتح - صلى الله عليه وسلم - (فَا الصَّبِيِّ)؛ أي: فمه (فَمَجَّهُ)؛ أي: رماه، وطرحه، يقال: مجّ الرجل الماء مِنْ فيه مجًّا، من باب نصر: رمى به. (فِي فِيهِ)؛ أي: في فم الصبيّ، (فَجَعَلَ)؛ أي: أخذ، وشرع (الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُهُ)؛ أي: يُحَرِّك لسانه؛ ليتتبع ما في فيه من آثار التمر، والتلمظُ، واللَّمْظُ فِعل ذلك باللسان، يقصد به فاعله تنقيةَ الفم من بقايا الطعام، وكذلك ما على الشفتين، وأكثر ما يَفعل ذلك في شيء يستطيبه، ويقال: تَلَمَّظ يَتَلَمّظ تلمُّظًا، ولَمَظَ يَلْمُظُ، بضم الميم، لَمْظًا بإسكانها - من باب نصر - ويقال لذلك الشيء الباقي في الفم: لُمَاظةٌ، بضم اللام، قاله النوويّ رحمه الله (٢).

(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "حُبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ") قال النوويّ رحمه الله: رُوي بضم الحاء، وكسرها، فالكسر بمعنى المحبوب؛ كالذِّبْح بمعنى المذبوح، وعلى هذا فالباء مرفوعة؛ أي: محبوبُ الأنصار التمرُ، وأما من ضم الحاء، فهو مصدرٌ، وفي الباء على هذا وجهان: النصب، وهو الأشهر، والرفع، فمَن نَصَب فتقديره: انظروا حُبَّ الأنصارِ التمرَ، فينصب التمر أيضًا، ومن رفع قال: هو مبتدأ حُذف خبره؛ أي: حبُّ الأنصار التمرَ لازم، أو هكذا، أو عادةٌ من صِغَرهم، والله أعلم. انتهى (٣).

(وَسَمَّاهُ)؛ أي: سمّى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك الصبيّ (عَبْدَ الله) فيه استحباب التسمية بهذا الاسم، وقد تقدّم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أحبّ الأسماء إلى الله عبد الله، وعبد الرحمن"، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا من أفراد

المصنّف رحمه الله.


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٢٣، و"المصباح المنير" ٢/ ٥٦٠.
(٢) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٢٣.
(٣) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٢٣.