للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

له: "يا أبا عُمير ما فَعَلَ النُّغَير"، بَيَّن ذلك ابن حبان في روايته من طريق عُمارة بن زاذان، عن ثابت، وزاد من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت في أوله قِصَّةَ تزويج أم سليم بأبي طلحة بشرط أن يُسلم، وقال فيه: فحَمَلت، فولدت غلامًا صبيحًا، فكان أبو طلحة يحبه حبًّا شديدًا، فعاش حتى تحرّك، فمَرِض، فحَزِن أبو طلحة عليه حزنًا شديدًا، حتى تضعضع، وأبو طلحة يغدو، ويروح على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فراح روحةً، فمات الصبيّ. فأفادت هذه الرواية تسمية امرأة أبي طلحة، قاله في "الفتح" (١).

[تنبيه آخر]: أخرج هذا الحديث مسلم هنا من رواية محمد بن سيرين، عن أنس، وسيأتي له في "كتاب الفضائل" من رواية سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، وأخرجه البخاريّ من رواية ابن عيينة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، وأخرجه الإسماعيليّ من طريق عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، وهو أخو إسحاق المذكور، عن أنس، وأخرجه محمد بن سعد من طريق حميد الطويل عن أنس، وفي رواية بعضهم ما ليس في رواية بعض، وسيأتي ما في كلٍّ من فائدة زائدة، كما حقّقه الحافظ رحمه الله في "الفتح" - إن شاء الله تعالى. (يَشْتَكِي) قال القرطبيّ رحمه الله: أي: أصابه ما يُشتكَى منه، وهو المرض، لا أنه صَدَرت عنه شكوى، هذا أصله، لكنَّه قد كَثُر تسمية المرض بذلك. انتهى (٢).

ولفظ البخاريّ: "اشتكى ابن لأبي طلحة"؛ أي: مَرِض، وليس المراد أنه صدرت منه شكوى، لكن لَمّا كان الأصل أن المريض يحصل منه ذلك استُعْمِل في كل مرض لكل مريض (٣). (فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ)؛ أي: من البيت إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ولفظ البخاريّ: "وأبو طلحة خارجٌ"؛ أي: خارج البيت عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في أواخر النهار، وفي رواية الإسماعيليّ: "كان لأبي طلحة ولد، فتُوُفّي، فأرسلت أم سليم أنسًا يدعو أبا طلحة، وأمرته أن لا يخبره بوفاة ابنه، وكان أبو طلحة صائمًا".


(١) "الفتح" ٤/ ٥٧، كتاب "الجنائز" رقم (١٣٠١).
(٢) "المفهم" ٥/ ٤٦٧.
(٣) "الفتح" ٤/ ٥٧، كتاب "الجنائز" رقم (١٣٠١).