للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الجامع عفا الله عنه: لكن قياس غيره -صلى الله عليه وسلم- عليه في هذا محلّ نظر؛ لأن الصحابة -رضي الله عنهم- لم يفعلوه مع أكابرهم؛ كالصدّيق، والفاروق، وغيرهما -رضي الله عنهم-، فتبصّر، والله تعالى أعلم.

٢ - (ومنها): استحباب التسمية يوم ولادته.

٣ - (ومنها): تفويض التسمية إلى الصالحين.

٤ - (ومنها): منقبة أم سليم -رضي الله عنها-، من عظيم صبرها، وحسن رضائها بالقضاء، وجزالة عقلها في إخفائها موته عن أبيه في أول الليل؛ ليبيت مستريحًا.

وقال القرطبيّ -رحمه الله-: هذا الحديث يدل على فضل أم سُليم -رضي الله عنها- وتثبُّتها، وصبرها عند الصدمة الأولى، وكمال عقلها، وحسن تبعّلها لزوجها.

٥ - (ومنها): جواز الأخذ بالشدّة، وترك الرخصة، مع القدرة عليها، والتسلية عن المصائب.

٦ - (ومنها): تزيّن المرأة لزوجها، وتعرّضها لطلب الجماع منه، واجتهادها في عمل مصالحه.

٧ - (ومنها): مشروعية المعاريض الموهمة، إذا دعت الضرورة إليها، وشَرْط جوازها أن لا تُبطل حقًّا لمسلم، وكان الحامل لأم سليم على ذلك المبالغة في الصبر، والتسليم لأمر الله تعالى، ورجاء إخلافه عليها ما فات منها؛ إذ لو أعلمت أبا طلحة بالأمر في أول الحال تنكد عليه وقته، ولم تبلغ الغرض الذي أرادته، فلمّا عَلِم الله صدق نيّتها بلّغها مُناها، وأصلح لها ذريتها.

٨ - (ومنها): إجابة دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حقهما، حيث حملت بعبد الله بن أبي طلحة، وجاء من عبد الله عشرة صالحون، علماء -رضي الله عنهم-.

قال القرطبيّ -رحمه الله-: وفي هذا الحديث ما يدل على إجابة دعوة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وعلى عِظَم مكانته، وكرامته عند الله تعالى، وكم له منها، وكم! حتى قد حصل بذلك العلم القطعي، واليقين الضروريّ، وذلك أنه لمّا دعا لأم سليم، وزوجها ولدت له من ذلك الغشيان عبد الله، وكان من أفاضل الصحابة -رضي الله عنهم-، ثمَّ وُلد له عدَّة من الفضلاء، الفقهاء العلماء: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وإخوته