للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من طريق سعيد الجريريّ، عن أبي سعيد الخدريّ قال: سَلَّم عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعريّ على عمر بن الخطاب ثلاث مرّات، فلم يؤذن له، فرجع، فأرسل عمر في إثْره لِمَ رجعت؟ قال: إني سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "إذا سلَّم أحدكم ثلاثًا، فلم يُجَبْ، فليرجع".

قال أبو عمر: مثل هذا الحديث المختصر أوهم مَن جعله عن أبي سعيد، عن أبي موسي، وقد بان بما روينا أنه ليس كذلك، إنما هو لأبي سعيد، عن النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَهِد به لأبي موسي، ورواه كما رواه أبو موسي، وهذا هو الصحيح -إن شاء الله تعالى- وبالله تعالى التوفيق. انتهى (١).

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٨/ ٥٦١٤ و ٥٦١٥ و ٥٦١٦ و ٥٦١٧ و ٥٦١٨ و ٥٦١٩ و ٥٦٢٠] (٢١٥٣)، و (البخاريّ) في "البيوع" (٢٠٦٣) و"الاستئذان" (٦٢٤٥) و "الاعتصام بالكتاب والسنّة" (٧٣٥٣) وفي "الأدب المفرد" (١٠٦٥)، و (أبو داود) في "الأدب" (٢١٨١ و ٢١٨٢ و ٥١٨٠ و ٥١٨٤)، و (الترمذيّ) في "الاستئذان" (٢٦٩٠)، و (ابن ماجة) في "الأدب" (٣٧٠٦)، و (مالك) في "الموطّأ" (٢/ ٦٢٤٥)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (٢١٦٤)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (١٩٤٢٣)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ٦ و ١٩ و ٤/ ٣٩٣ - ٣٩٤ و ٤٠٣ و ٤١٠ و ٤١٨)، و (الدارميّ) في "سننه" (٢/ ٢٧٤)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٥٨٠٦ و ٥٨٠٧ و ٥٨١٠)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٨/ ٣٣٩) وفي "الأدب" (٢٧٥)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (٣٣١٨)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان مشروعيّة الاستئذان، قال أبو عمر بن عبد البرّ -رَحِمَهُ اللهُ-: في هذا الحديث من الفقه إيجاب الاستئذان، وهو يُخَرَّج في تفسير قول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا}، والاستيئناس في هذا الموضع هو الاستئذان، كذلك قال أهل التفسير، وكذلك في قراءة


(١) "الاستذكار" ٨/ ٤٧٦.