للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى) السِّينانيّ، أبو عبد الله المروزيّ، ثقةٌ ثبتٌ، من كبار [٩] (ت ١٩٢) في ربيع الأول (ع) تقدم في "الجنائز" ٢٦/ ٢٢٣٦.

٢ - (طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى) بن طلحة بن عبيد الله التيميّ المدنيّ، نزيل الكوفة، صدوقٌ يُخطئ [٦] (ت ١٤٨) (م ٤) تقدم في "الصلاة" ٨/ ٨٥٨.

٣ - (أَبُو بُرْدَةَ) عامر، وقيل: الحارث بن عبد الله بن قيس الأشعريّ الكوفيّ، تقدّم قريبًا.

والباقيان ذُكرا قبله.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ) عبد الله بن قيس -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: جَاءَ أَبُو مُوسَى) هذا فيه التفات؛ إذ الأصل أن يقول: جئت، ويَحْتَمل أن يكون فاعل "قال" ضمير أبي بردة؛ أي: قال أبو بردة: جاء أبو موسى … إلخ، والأول أوضح، والله تعالى أعلم. (إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) -رضي الله عنه- (فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ) صرّح باسمه حتى يَعلم المستأذَن عليه، ففيه أنه ينبغي في الاستئذان أن يصرّح بما يُعرف به، من اسم، أو غيره، ولا يكتفي بالسلام فقط؛ لأنَّ صوت المستأذِن يمكن أن لا يكون معروفًا عند صاحب البيت، والله تعالى أعلم. (فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ) بالبناء للفاعل؛ أي: لَمْ يأذن عمر لأبي موسى -رضي الله عنهما-، وفي بعض النسخ: "فلم يُؤذن له"، بالبناء للمفعول (فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، هَذَا أَبُو مُوسَى)، أي: مصرّحًا بكنيته، ثم قال: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، هَذَا الأَشْعَرِيُّ) مصرّحًا بنسبه، قال القاضي عياض -رَحِمَهُ اللهُ-: خالف بين ألفاظ الإخبار عن نفسه طلبًا للتعريف؛ لئلا يكون جُهل الأول، فيعرف الثاني، وكنى نفسه لعله ظنّ أن به يُعرف. انتهى (١).

(ثُمَّ) لَمّا لَمْ يؤذن له بعد هذه التصريحات (انْصَرَفَ)؛ أي: رجع إلى حاجته، (فَقَالَ) عمر -رضي الله عنه- بعد أن قال: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس؟


(١) "إكمال المعلم" ٧/ ٣٠.