للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذا الْمِدَرى من حديد، فكما يُعْمَل من عاج، وعُود، يجوز أن يُعْمَل من حديد، أو يكون شبَّهه بالسِّكين. انتهى (١).

وقال في "الفتح": والمدرى بكسر الميم، وسكون المهملة: عُودٌ تُدخله المرأة في رأسها؛ لتَضُمّ بعض شعرها إلى بعض، وهو يشبه الْمِسَلَّة (٢)، يقال: مَدَرَت المرأةُ: سَرَّحَتْ شعرها، وقيل: مُشْطٌ له أسنان يَسيرةٌ، وقال الأصمعيّ، وأبو عبيد: هو الْمُشط، وقال الجوهريّ: أصل الْمِدرَى: القرن، وكذلك الْمِدراة، وقيل: هو عُود، أو حديدة كالْخِلال، لها رأس محدَّد، وقيل: خشبة على شكل شيء من أسنان المشط، ولها ساعدٌ، جَرَت عادة الكبير أن يَحُكّ بها ما لا تصل إليه يده من جسده، ويُسَرِّح بها الشعر الملبَّد من لا يحضره المشط، وقد ورد في حديث لعائشة لِمَا يدلّ على أنَّ الْمِدْرَى غير المشط، أخرجه الخطيب في "الكفاية" عنها، قالت: "خمسٌ لَمْ يكن النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَعُهُنَّ في سفر، ولا حضر: المرآة، والْمُكْحُلة، والْمُشْطُ، والْمِدْرَي، والسواك"، وفي إسناده أبو أمية بن يعلي، وهو ضعيف، وأخرجه ابن عديّ من وجه آخر ضعيف أيضًا، وأخرجه الطبرانيّ في "مسند الشاميين" من وجه آخر، عن عائشة -رضي الله عنهما- أقوى من هذا، لكن فيه: "قارورة دُهْن" بدل المدرى.

وأخرج الطبرانيّ في "الأوسط" من وجه آخر عن عائشة: "كان لا يفارق رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سواكه، ومشطه، وكان ينظر في المرآة إذا سَرَّح لحيته"، وفيه سليمان بن أرقم، وهو ضعيف.

وله شاهد من مرسل خالد بن معدان، أخرجه ابن سعد.

قال الحافظ: وقرأت بخط الحافظ اليعمريّ عن علماء الحجاز: "الْمِدرَى تُطلق على نوعين: أحدهما صغير، يُتَّخَذ من آبنوس، أو عاج، أو حديد، يكون طول الْمِسَلّة يُتَّخَذ لِفَرْق الشعر فقط، وهو مستدير الرأس، على هيئة نَصْل السيف بقبضة، وهذه صفته (٣)، ثانيهما: كبيرٌ، وهو عُودٌ مخروط من آبنوس،


(١) "المفهم" ٥/ ٤٧٩.
(٢) الْمِسلّة بكسر الميم: مِخيط كبيرٌ، جمعه الْمَسَالّ.
(٣) كتب هنا هيئته ولم أستطع كتابتها!.