للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"أن تَرْفَعَ الحجابَ"، وهو الذي في "سنن ابن ماجه"، وغيرها، وعليه فالفعل مبني للفاعل، والفاعل ضمير ابن مسعود - رضي الله عنه -، و"الحجابَ" منصوب على المفعوليّة.

وعلى هذا يكون معنى: "إذنك عليّ"؛ أي: استئذانك عليّ، من إطلاق المسبَّب، وإرادة السبب؛ يعني: أن استئذانك في حال الدخول عليّ أن تَرْفَع الحجاب؛ أي: أَذِنت لك في رفع الحجاب، وسَمَاعِ السِّرَار.

وقال في "المجمع": أي إذنك الجمع بين رفع الحجاب ومعرفتك أني في الدار، ولو كنت مُسارًّا لغيري، فهذا شأنك مستمرًّا إلى أن أنهاك، وفيه دلالة على شرفه، وليس فيه أنه يدخل في كلّ حال حتى على نسائه ومحارمه.

وقال في "المفاتيح": أي: أذنت لك أن تدخل عليّ، وأن ترفع حجابي بلا استئذان، وأن تسمع سِرَاري حتى أنهاك عن الدخول والسماع. انتهى (١).

ويريد الضبط الثاني ما في رواية أبي يعلى، والطبرانيّ بلفظ: "إذنك عليّ أن تَكْشِف السترَ" (٢).

ويؤيّده ما وقع في رواية أبي يعلى، والطبرانيّ بلفظ: "إذنك علي تكشف الستر".

(وَأَنْ تَسْتَمِعَ) من الاستماع، وفي بعض النسخ: "وأن تسمع" من السماع، (سِوَادِي) قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "السِّواد" بكسر السين: هو السِّرار، تقول: ساودته مساودةً، وسِوادًا؛ أي: ساررته، وأصله إدناء سَوَادك من سَوَاده - بفتح السين - وهو: الشخص. انتهى (٣).

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: السِّوَاد بكسر السين المهملة، وبالدال، واتَّفَق العلماء على أن المراد به السِّرار، بكسر السين، وبالراء المكررة، وهو السِّرّ، والمسارّة، ويقال: ساودت الرجل مساودةً: إذا ساررته، قالوا: وهو مأخوذ من إدناء سَوَادك من سَوَاده عند المسارّة؛ أي: شخصك من شخصه، والسَّوَاد:


(١) "مجمع بحار الأنوار" ٣/ ١٤٣ - ١٤٤.
(٢) "المعجم الكبير" ٩/ ٧٧، و"مسند أبي يعلى" ٩/ ٢٤١.
(٣) "المفهم" ٥/ ٤٩٩.