للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فإذا كانت بارعة الجمال، وجب عليها أن تستر وجهها؛ لئلا تفتن الناس، فتكون من المميلات اللاتي قد تُوُعِّدن بالنار، وللكلام في هذا متسع، وفيما ذكرناه مَقْنَعٌ. انتهى كلام القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ - (١)، وهو بحث مفيد، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّل الكتاب قال:

[٥٦٥٧] ( … ) - (وَحَدَّثنَاهُ أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثنَا هِشَامٌ، بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَقَالَ: وَكَانَتِ امْرَأَةً يَفْرَعُ النَّاسَ جِسْمُهَا، قَالَ: وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى).

رجال هذا الإسناد: ثلاثة:

١ - (ابْنُ نُمَيْرٍ) هو: عبد الله بن نُمير الْهَمْدانيّ الكوفيّ، تقدّم قريبًا.

والباقيان ذُكرا قبله.

وقوله: (يَفْرَعُ النَّاسَ جِسْمُهَا) وفي بعض النسخ: "يَفرَع النساءَ جسمها".

وقوله: (قَالَ: وَإِنَّهُ لَيَتَعَشُّى) هذا مما لم يظهر لي وجهه، فإنه بهذا اللفظ في رواية أبي أسامة الماضية التي أحال عليها هذه الرواية، فما الفرق بينهما؟ اللهمّ إلا أن يكون مما وقع فيه التصحيف، فليُحزر، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: رواية عبد الله بن نُمير عن هشام بن عروة ساقها الإمام أحمد - رَحِمَهُ اللهُ - في "مسنده"، مع بعض اختلاف، فقال:

(٢٤٣٣٥) - حدثنا ابن نُمير، ثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: خرجت سودة لحاجتها ليلًا بعدما ضُرِب عليهنّ الحجاب، قالت: وكانت امرأة تَفْرَع النساءَ جسيمةً، فوافقها عمر، فأبصرها، فناداها: يا سودة إنك والله ما تخفين علينا إذا خرجت، فانظري كيف تخرجين؟ أو كيف تصنعين؛ فانكأفت، فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنه ليتعشى، فأخبرته بما قال لها عمر، وإن في يده لَعَرْقًا، فأُوحي إليه، ثم رُفِع عنه، وإن العرق لفي يده، فقال: "لقد أُذِن لكنّ أن تخرجن لحاجتكنّ". انتهى.


(١) "المفهم" ٥/ ٤٩٧ - ٤٩٩.