للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أعرفهم (١). (دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ) الْخَثعميّة الصحابيّة، تزوّجها جعفر بن أبي طالب، ثم أبو بكر، ثم عليّ، وولدت لهم، وهي أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين لأمها، ماتت - رضي الله عنهما - بعد عليّ - رضي الله عنه -، تقدّمت ترجمتها في "كتاب الحج" في حديث جابر - رضي الله عنه - الطويل في صفة حجة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. (فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ) عبد الله بن عثمان - رضي الله عنهما - المتوفّى في جمادى الأولى سنة (١٣) تقدّمت ترجمته في "الإيمان" ٨/ ١٣٣. (وَهِيَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ)؛ يعني: أنها كانت زوجته في ذلك الوقت، تزوّجها بعد أن استُشهد زوجها جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - في غزوة مُؤْتة.

وفي رواية الطبرانيّ في "الأوسط": عن عبد الله بن عمرو: "أن أبا بكر تزوج أسماء بنت عُميس بعد جعفر بن أبي طالب، فأقبل داخلًا على أسماء، فإذا نفر جلوسٌ في بيته، فرجع إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخبره، فقال: يا أبا بكر، وما ذاك؟ قال: إني ما رأيت بأسًا" (٢).

(فَرَآهُمْ)؛ أي: فرأى أبو بكر - رضي الله عنه - النفر الداخلين على أسماء، (فَكَرِهَ ذَلِكَ)؛ أي: دخولهم عليها، (فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَالَ) أبو بكر (لَمْ أَرَ إِلَّا خَيْرًا)؛ يعني: أنه لم يظهر منهم ما يوجب الريبة، وإنما كره خوفًا أن يحدث ذلك. (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ قَدْ بَرَّأَهَا)؛ أي: أسماء - رضي الله عنها - (مِنْ ذَلِكَ" أي: من أن يحصل منها محذور شرعيّ، وهذه منقبة عظيمة لها حيث أخبر - صلى الله عليه وسلم - بأن الله تعالى برّأها من ذلك. (ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ) محذّرًا أمته أن تسلك مسلك الريب والفساد، وقطعًا للذرائع، (فقال: "لا) ناهية، كما سبق قريبًا، (يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ) - بضمّ الميم، وكسر الغين المعجمة، ثم تحتانية ساكنة، ثم موحدة -: هي التي غاب عنها زوجها، يقال: أغابت المرأة: إذا غاب زوجها، قال النوويّ: والمراد غاب زوجها عن منزلها، سواء غاب عن البلد، بأن سافر، أو غاب عن المنزل، وإن كان في البلد، هكذا ذكره القاضي، وغيره، وهذا ظاهر متعيَّن، قال القاضي: ودليله هذا الحديثُ، وأن القصة التي قيل الحديث بسببها، وأبو بكر - رضي الله عنه -


(١) "تنبيه المعلم" ص ٣٦٩.
(٢) "المعجم الأوسط" ٨/ ٣٣٩.