للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبي داود فقط، راجع: "تحفة الأشراف" (١).

شرح الحديث:

(عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ) الأنصاريّ المدنيّ (أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ) بفتح العين، مكبّرًا، (ابْنِ أَبِي طَالِبٍ) وقيل لأبي مُرّة: مولى عقيل بن أبي طالب؛ للزومه إيّاه، وإنما هو مولى أخته أم هانئ بنت أبي طالب. (أَخْبَرَهُ)؛ أي: أخبر إسحاق بنَ عبد الله (عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ) صَرّح بالتحديث في رواية النسائيّ، من طريق يحيى بن أبي كثير، عن إسحاق، فقال: "عن أبي مُرّة أن أبا واقد حدّثه"، وقد قدّمت الخلاف في اسم أبي وأقد آنفًا، قال في "الفتح": وليس له في البخاريّ غير هذا الحديث (٢)، ورجال إسناده مدنيون، وهو في "الموطأ"، ولم يروه عن أبي واقد إلا أبو مُرّة، ولا عنه إلا إسحاق، وأبو مُرّة والراوي عنه تابعيّان، وله شاهد من حديث أنس، أخرجه البزار، والحاكم. انتهى (٣).

(أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَمَا) قد تقدّم غير مرّة أن "بينما" أصله "بين" زيدت فيه لفظة "ما"، وهو من الظروف التي لَزِمت إضافتها إلى الجملة، ومثلها "بينا" بغير لفظة "ما"، وأصلها أيضًا "بين"، فأُشَبعت فتحة النون بالألف، والعامل فيه معنى المفاجأة المستفادة من لفظة "إذ أقبل"، وقد سبق أيضًا أن الأصمعي لا يستفصح مجيء "إذا"، و"إذ" في جواب "بينما"، أفاده في "العمدة" (٤).

(هُوَ جَالِسٌ) مبتدأ وخبره، (فِي الْمَسْجِدِ) يتعلّق بـ "جالس"، (وَالنَّاسُ مَعَهُ) جملة حاليّة، وقوله: (إِذْ أَقْبَلَ نَفَرٌ) جواب "بينما"، وقوله: (ثَلَاثةٌ) بدلٌ من "نفر"، وفي رواية البخاريّ: "إذ أقبل ثلاثة نفر"، قال في "الفتح": النَّفَر بالتحريك للرجال، من ثلاثة إلى عشرة، والمعنى: ثلاثة هم نَفَرٌ، والنفر اسم جَمْع،


(١) "تحفة الأشراف" ١١/ ١١٠ - ١١٢.
(٢) وقد بيّنتُ في اللطائف أنه ليس له عند مسلم إلا حديثان فقط.
(٣) "الفتح" ١/ ٢٧٧، كتاب "العلم" رقم (٦٦).
(٤) "عمدة القاري" ٢/ ٣٣.