للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الزبير بن بكار: كان أبو أمية بن المغيرة يُدْعَى زاد الركب، وكان ابنه عبد الله شديد الخلاف على المسلمين، ثم خرج مهاجرًا، فلقي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بين السُّقيا والعَرْج هو وأبو سفيان بن الحارث، فأعرض عنهما، فقالت أم سلمة: لا تجعل ابن عمك، وابن عمتك أشقى الناس بك، وقال عليّ لأبي سفيان: ائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قِبَل وجهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف، ففعل، فقال: "لا تثريب عليكم اليوم"، وقَبِل منهما، وأسلما، وشهد عبد الله الفتح، وحنينًا، واستُشهد بالطائف. انتهى ما في "الإصابة" باختصار (١).

(إِنْ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمُ) وفي بعض النُّسخِ: "لكم"، وفي رواية للبخاريّ: "أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف". (الطَّائِف) هو بلد كبيرٌ، مشهورٌ، كثير الأعناب، والنخيل، على ثلاث مراحل، أو اثنتين من مكة، من جهة المشرق، قيل: أصلها أن جبريل عليه السلام اقتلع الجنة التي كانت لأصحاب الصريم، فسار بها إلى مكة، فطاف بها حول البيت (٢)، ثم أنزلها حيث الطائف، فسُمّي الموضع بها، وكانت أولًا بنواحي صنعاء، واسم الأرض: وَجّ، بتشديد الجيم، سُميت برَجُل، وهو ابن عبد الجنّ من العمالقة، وهو أول من نزل بها، وسار النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إليها بعد منصرفه من حُنين، وحبس الغنائم بالجعرانة، وكان مالك بن عوف النَّصْريّ قائد هوازن، لمّا انهزم دخل الطائف، وكان له حصنُ بَلِيَةَ، وهي بكسر اللام، وتخفيف التحتانية، على أميال من الطائف، فمرّ به النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو سائر إلى الطائف، فأمر بهدمه.

وكانت غزوة الطائف في شوال سنة ثمان، ذكره موسى بن عقبة، في "مغازيه"، وهو قول جمهور أهل المغازي، وقيل: بل وصل إليها في أول ذي القعدة. انتهى (٣).

وقوله: (غَدًا) متعلّق بـ "فتح"، (فَإِنِّي أَدُلُّكَ عَلَى بِنْتِ غَيْلَانَ) وفي رواية


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٤/ ١١ - ١٣.
(٢) هذا يحتاج إلى نقل صحيح، ولعله من الإسرائيليات، والله تعالى أعلم.
(٣) "الفتح" ٩/ ٤٤٩ - ٤٥٠، كتاب "المغازي" رقم (٤٣٢٤).