للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على تعدد القول منه لكل منهما، لأخي عائشة، ولأخي أم سلمة، والعجب أنه لم يُقَدَّر أن المرأة الموصوفة حصلت لواحد منهما؛ لأن الطائف لم يُفتح حينئذٍ، وقُتل عبد الله بن أبي أمية في حال الْحِصار، ولمّا أسلم غَيلان بن سلمة، وأسلمت بنته بادية تزوجها عبد الرحمن بن عوف، فقُدِّر أنها استُحِيضت عنده، وسألت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن المستحاضة، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في "كتاب الطهارة"، وتزوج عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الْجُوديّ، وقصته معها مشهورة، وقد وقع في حديث سعد بن أبي وقاص أنه خطب امرأة بمكة، فقال: من يخبرني عنها؟ فقال مخنث، يقال له: هيت: أنا أصفها لك، فهذه قِصَصٌ وقعت لهيت (١).

(يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ) هو أخو أم سلمة راوية الحديث، وكان إسلامه مع أبي سفيان بن الحارث، واستُشهد عبد الله هذا بالطائف، أصابه سهم، فقتله، قاله في "الفتح" (٢).

وقال في "الإصابة": عبد الله بن أبي أمية، واسمه حذيفة، وقيل: سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم المخزوميّ، صِهْر النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وابن عمته عاتكة، وأخو أم سلمة، قال البخاريّ: له صحبةٌ، وله ذِكر في "الصحيحين"، قال مصعب الزبيريّ: كان عبد الله بن أبي أمية شديدًا على المسلمين، وهو الذي قال للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} [الإسراء: ٩٠]، وكان شديد العداوة له، ثم هداه الله إلى الإسلام، وهاجر قبل الفتح، فلقي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بطرف (٣) مكة هو وأبو سفيان بن الحارث، وبنحو ذلك ذكر ابن إسحاق، قال: فالتمسا الدخول عليه، فمنَعَهما، فكلمته أم سلمة، فقالت: يا رسول الله ابن عمك؛ تعني: أبا سفيان، وابن عمتك؛ تعني: عبد الله، فقال: "لا حاجة لي فيهما، أما ابن عمي فَهَتَك عرضي، وأما ابن عمتي، فقال لي بمكة ما قال"، ثم أَذِن لهما، فدخلا، وأسلما، وشهدا الفتح، وحنينًا، والطائف.


(١) "الفتح" ١١/ ٦٩٢، كتاب "النكاح" رقم (٥٢٣٥).
(٢) "الفتح" ٩/ ٤٥٠، كتاب "المغازي" رقم (٤٣٢٤).
(٣) هكذا النسخة، ولعله "بطريق مكة"، فليُحرّر.