"اشتدّ غضب الله على قوم رَغِبوا عن خلق الله، وتشبَّهوا بالنساء".
وروى ابن أبي شيبة، والدورقيّ، وأبو يعلى، والبزار، من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، أن اسم المخنث هِيت أيضًا، لكن ذَكَر فيه قصة أخرى.
وذكر ابن إسحاق في "المغازي" أن اسم المخنث في حديث الباب ماتع، وهو بمثناة، وقيل بِنُون، فروى عن محمد بن إبراهيم التيميّ قال: كان مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في غزوة الطائف مولى لخالته فاختة بنت عمرو بن عائد، مخنث، يقال له: ماتع، يدخل على نساء النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ويكون في بيته، لا يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يفطن لشئ من أمر النساء، مما يفطن له الرجال، ولا أن له إربة في ذلك، فسمعه يقول لخالد بن الوليد: يا خالد إن افتتحتم الطائف، فلا تنفلتنّ منك بادية بنت غيلان بن سلمة، فإنها تُقبل بأربع، وتُدْبر بثمان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سمع ذلك منه:"لا أرى هذا الخبيث يفطن لِمَا أسمع"، ثم قال لنسائه:"لا تُدْخِلنّ هذا عليكنّ"، فحُجب عن بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وحَكَى أبو موسى المدينيّ في كون ماتع لقب هيت، أو بالعكس، أو أنهما اثنان خلافًا.
وجزم الواقديّ بالتعدد، فإنه قال: كان هيت مولى عبد الله بن أبي أمية، وكان ماتع مولى فاختة، وذكر أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - نفاهما معًا إلى الحمى.
وذكر الباوردي في "الصحابة" من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن حفص، أن عائشة قالت لمخنث كان بالمدينة، يقال له: أَنَّة - بفتح الهمزة، وتشديد النون -: ألا تدلّنا على امرأة نخطبها على عبد الرحمن بن أبي بكر؟ قال: بلى، فوصف امرأة تُقبل بأربع، وتُدْبِر بثمان، فسمعه النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"يا أنة اخرج من المدينة إلى حمراء الأسد، وليكن بها منزلك".
والراجح أن اسم المذكور في حديث الباب هِيت، ولا يمتنع أن يتواردوا في الوصف المذكور.
وقوله:(وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْبَيْتِ)؛ أي: في بيت أم سلمة - رضي الله عنها -، والجملة في محلّ نصب على الحال. (فَقَالَ) ذلك المخنّث (لأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ) ووقع في مرسل ابن المنكدر أنه قال ذلك لعبد الرحمن بن أبي بكر، فيُحْمَل