للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بثمانية، فإن المراد الأطراف، وهي مذكَّرة؛ لأنه لم يَذْكُر لفظ المذكَّر، ومتى لم يذكره جاز حذف الهاء؛ كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من صام رمضان، وأتبعه بست من شوال"، سبقت المسألة هناك واضحة. انتهى (١).

وقال الحافظ: وتفسير مالك المذكور تبعه فيه الجمهور، قال الخطابيّ: يريد أن لها في بطنها أربع عُكَن، فإذا أقبلت رؤيت مواضعها بارزةً، متكسرًا بعضها على بعض، وإذا أدبرت كانت أطراف هذه العُكَن الأربع عند منقطع جنبيها ثمانيةً.

وحاصله أنه وصفها بأنها مملوءة البدن، بحيث يكون لبطنها عُكَن، وذلك لا يكون إلا للسمينة من النساء، وجرت عادة الرجال غالبًا في الرغبة فيمن تكون بتلك الصفة.

وعلى هذا فقوله في حديث سعد: "إن أقبلت قلت: تمشي بست، وإن أدبرت قلت: تمشي بأربع"؛ كأنه يعني: يديها، ورجليها، وطرفي ذاك منها مقبلةً، وَرِدْفَيْهَا مدبرةً، وإنما نقص إذا أدبرت؛ لأن الثديين يحتجبان حينئذٍ (٢).

وذكر ابن الكلبيّ في الصفة المذكورة زيادة بعد قوله: "وتدبر بثمان": "بثغر كالأُقْحُوان، إن قعدت تثنّت، وإن تكلمت تغنّت، وبين رجليها مثل الإناء المكفوء"، مع شِعْر آخر.

وزاد المدينيّ من طريق يزيد بن رُومان، عن عروة مرسلًا في هذه القصة: "أسفلها كثيب، وأعلاها عَسِيب" (٣).

وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "فإنَّها تُقْبل بأربع، وتُدْبر بثمان" قال أبو عبيد: يعني به: العُكَن، وهي أربع تقبل بهنّ، ولها أطراف أربعة من كل جانب فتصير ثمانية.


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٦٣.
(٢) وقال في "لسان العرب" ٢/ ٤١: وفي الحديث أن سعدًا خطب امرأة بمكة، فقيل له: "إنها تمشي على ست، إذا أقبلت، وعلى أربع إذا أدبرت"؛ يعني: بالست يديها، وثدييها، ورجليها؛ أي: إنها لعظم ثدييها، ويديها؛ كأنها تمشي مكبة، والأربع رجلاها، وأليتاها، وإنهما كادتا تمسان الأرض لعظمهما. انتهى.
(٣) "الفتح" ١١/ ٦٩٣، كتاب "النكاح" رقم (٥٢٣٥).