للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَدَعَانِي، ثُمَّ قَالَ: "إخْ إخْ"؛ لِيَحْمِلَني خَلْفَهُ، قَالَتْ: فَاسْتَحْيَيْتُ، وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فَقَالَ: وَاللهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى عَلَى رَأسِكِ أَشَدُّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ، قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ، فَكَفَتْني سِيَاسَةَ الْفَرَس، فَكَأنَّمَا أَعْتَقَتْني) (١).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

وكلهم تقدّموا في الباب الماضي، وقبله بباب.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من خماسيّات المصنّف رحمه اللهُ، وأن شيخه أحد التسعة الذين روى عنهم الجماعة بلا واسطة، وقد تقدّموا غير مرّة، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، والابن عن أبيه، عن أمه.

شرح الحديث:

(عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ) الصدّيق - رضي الله عنها - أنها (قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي)؛ أي: بمكة، كما تقدّم ذلك في حديثها في "الآداب" [٥/ ٥٦٠٥] "أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة … " الحديث. (الزُّبَيْرُ) بن العوّام بن خُويلد بن أسد بن عبد العُزّى بن قصيّ بن كلاب، أبو عبد الله القرشيّ الأسديّ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنّة، قُتل سنة (٣٦) بعد مُنصرفه من وقعة الجمل.

(وَمَا لَهُ في الأَرْضِ مِنْ مَالٍ) "ما" نافية، و"من" زائدة، تعني أنه ليس له حين تزوّجها مال؛ أي: مال كثير، وإلا فالفَرَس مال. (وَلَا مَمْلُوكٍ)؛ أي: رقيقٌ، وهو مِنْ عَطْف الخاصّ على العامّ، أو المراد بالمال الإبل، فيكون من عطف المغاير، وقولها: (وَلَا شَيءٍ) من عطف العامّ على الخاصّ، (غير فَرَسِهِ) برفع "غير" على البدليّة من "مال"، ونصبه على الاستثناء، والأول أَولى، كما قال في "الخلاصة":

مَا اسْتَثْنَتِ "إلَّا" مَعْ تَمَامٍ يَنْتَصِبْ … وَبَعْدَ نَفْيٍ أَو كَنَفْي انْتُخِبْ

إِتْبَاعُ مَا اتَصَلَ وَانْصِبْ مَا انْقَطَعْ … وَعَنْ تَمِيمٍ فِيهِ إِبدَالٌ وَقَعْ

وقال في "الفتح": قولها: "وما له في الأرض من مال، ولا مملوك، ولا


(١) وفي نسخة: "أعتقني".