للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

احْتَمَل مؤونتهم، أي: قُوْتَهم (١)، فالجملة مؤكّدة لِمَا قبلها، وكذا قولها: (وَأَسُوسُهُ)؛ أي: أقوم بأموره، يقال: ساس زيدٌ الأمر يسوسه سِيَاسةً: إذا دبّره، وقام بأمره (٢)، ويقال: سُسْتُ الرعيّة سِياسةً: إذا أمرتها ونهيتها (٣).

وفي رواية ابن أبي مليكة الآتية، عن أسماء: "كنت أخدُم الزبير خدمةَ البيت، وكان له فرس، وكنت أسوسه، فلم يكن من خدمته شيء أشدّ عليّ من سياسة الفرس، كنت أحُشّ له، وأقوم عليه".

(وَأَدُقّ) بضمّ الدال؛ أي: أكسره، يقال: دَقّ الشيءَ من باب نصر: كسره، أو ضربه، فهَشَمه، فاندقّ (٤). (النَّوَى) منصوب على المفعوليّة، وهو بفتح النون، والقصر: الْعَجَمُ (٥)، الواحدة نواة، والجمع نويات، وأنواء، ونُوِيّ، وزانُ فلوس (٦). (لِنَاضِحِهِ)؛ أي: لبعيره الذي يَستقي عليه الماء، قال الفيّوميّ رحمه اللهُ: نَضَحْتُ الثوبَ نَضْحًا، من باب ضَرَب، ونَفَعَ، وهو الْبَلُّ بالماء، والرشّ، ونَضَحَ البعيرُ الماءَ: حَمَله من نَهْر، أو بئر، لسقي الزرع، فهو نَاضِحٌ، والأنثى نَاضِحَةٌ بالهاء، سُمِّي نَاضِحًا لأنّه يَنْضَحُ العطشَ؛ أي: يَبُلُّه بالماء الذي يَحمله، هذا أصله، ثم استُعْمِل النَّاضِحُ في كلّ بعير، وإن لم يَحْمِلِ الماءَ، والجمع نَوَاضِحُ. انتهى (٧).

(وَأَعْلِفُهُ)، أي: الناضحَ، (وَأَسْتَقِي الْمَاءَ) وكذا هو عند البخاريّ بالتاء للأكثر، وللسرخسيّ: "وأسقي" بغير مثناة، وهو على حذف المفعول، أي: وأسقي الفرسَ، أوالناضحَ الماءَ، والأول أشمل معنى، وأكثر فائدة، قاله في "الفتح" (٨).

(وَأَخْرِزُ) بخاء معجمة، ثم راء مكسورة، أو مضمومة، من بابي ضرب، ونصر؛ أي: أخيط (غَرْبَهُ) "الغَرْبُ": بفتح الغين المعجمة، وسكون الراء،


(١) "القاموس المحيط" ص ١٢٠٢.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٢٩٥.
(٣) "القاموس المحيط" ص ٦٥٣.
(٤) "القاموس المحيط" ص ٤٣٩.
(٥) "الْعَجَم" بفتحتين: النوى من التمر، والعِنَب، والنّبْقِ، قاله في "المصباح" ٢/ ٣٩٥.
(٦) "المصباح المنير" ١/ ٦٣٢.
(٧) "المصباح المنير" ٢/ ٦٠٩ - ٦١٠.
(٨) "الفتح" ١١/ ٦٧٢، كتاب "النكاح" رقم (٥٢٢٤).