للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرأس إذا سُرِّح بالمشط، وكذا من اللحية، ويقال أيضًا لمشاطة الكتان، فيكون اللفظ مشتركًا بين الشعر إذا مُشِط وبين الكتان إذا سُرّح، ووقع عند البخاريّ في رواية غير أبي ذر: "والمشاقة"، قال في "الفتح": وهو أشبه، وقيل المشاقة: هي المشاطة بعينها، والقاف تُبدل من الطاء؛ لِقُرب المخرج (١)، والله أعلم.

(قَالَ: وَجُبِّ) وفي بعض النسخ: "جُفّ"، (طَلْعَةِ ذَكَرٍ) قال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ - (٢): وقع للجرجاني - يعني: في البخاريّ - والعذري - يعني: في مسلم - بالفاء، ولغيرهما بالموحّدة، قال الحافظ: أما رواية عيسى بن يونس هنا، فوقع للكشميهني بالفاء، ولغيره بالموحّدة، وأما روايته في "بدء الخلق" فالجميع بالفاء، وكذا في رواية ابن عيينة للجميع، وللمستملي في رواية أبي أسامة بالموحّدة، وللكشميهني بالفاء، وللجميع في رواية أبي ضمرة في "الدعوات" بالفاء، قال القرطبيّ (٣): روايتنا - يعني: في مسلم - بالفاء، وقال النوويّ (٤): في أكثر نُسخ بلادنا بالباء - يعني: في مسلم - وفي بعضها بالفاء، وهما بمعنى واحد، وهو الغِشاء الذي يكون على الطلع، ويُطلق على الذكر والأنثى، فهذا قيَّده بالذَّكر في قوله: "طَلْعَةِ ذَكَرِ"، وهو بالإضافة. انتهى.

قال الحافظ: ووقع في روايتنا هنا - عند البخاريّ - بالتنوين فيهما، على أن لفظ "ذَكَر" صفة لـ "جُفّ".

وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "جُفّ طلعة ذَكَر" روايتنا فيه بالفاء، وهي المشهورة، وقال أبو عمر: قد رُوي بالباء بواحدة تحتها، فبالفاء: هي وعاء الطلع، وهو الغشاء الذي يكون عليه، وبالباء قال شمر: أراد بالجب داخل الطلعة، إذا أخرج عنها الكُفُرَّى (٥)، كما يقال لداخل الرَّكِيَّة (٦)، من أسفلها إلى أعلاها: جبٌّ، وقيل فيه: إنه من القطع؛ يعني به: ما قُطِع من قشورها. انتهى (٧).


(١) "الفتح" ١٣/ ٢١٥، كتاب "الطبّ" رقم (٥٧٦٣).
(٢) "مشارق الأنوار" ١/ ١٧٨.
(٣) "المفهم" ٥/ ٥٧٢.
(٤) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٧٦.
(٥) "الكفرّى": وعاء طلع النخل، وفيها لغات.
(٦) "الركية": البئر.
(٧) "المفهم" ٥/ ٥٧٢.