للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي مرسل عمر بن الحكم: "فقال له: ما حملك على هذا؟ قال: حب الدنانير"، وقد تقدم في "كتاب الجزية" قول ابن شهاب: "إن النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يقتله"، وأخرج ابن سعد من مرسل عكرمة أيضًا: "أنه لَمْ يقتله". ونَقَل عن الواقديّ أن ذلك أصحّ من رواية من قال: إنه قتله، ومن ثم حَكَى عياض في "الشفاء" قولين: هل قُتل، أم لَمْ يقتل؟

وقال القرطبيّ: لا حجة على مالك من هذه القصة؛ لأنَّ تَرْك قَتْل لبيد بن الأعصم كان لخشية أن يثير بسبب قتله فتنة، أو لئلا ينفر الناس عن الدخول في الإسلام، وهو من جنس ما راعاه النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من منع قتل المنافقين، حيث قال: "لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه". انتهى (١).

قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (فَأَمَرْتُ بِهَا)؛ أي: بتلك البئر (فَدُفِنَتْ") هكذا رواية مسلم: "فأمرتُ" بتاء المتكلّم، وفي رواية البخاريّ: "فأمر بها، فدُفنت"، قال في "الفتح": وهكذا وقع في رواية ابن نُمير وغيره عن هشام، وأورده مسلم من طريق أبي أسامة، عن هشام عقب رواية ابن نمير - يعني: الرواية التالية - وقال: لَمْ يقل أبو أسامة في روايته: "فأمرت بها فدفنت". قال الحافظ: وكأن شيخه لَمْ يذكرها حين حدّثه، وإلا فقد أوردها البخاريّ عن عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، وقال في آخره: "فأمر بها فدُفنت وفي مرسل عبد الرَّحمن بن كعب: "أن الحارث بن قيس هَوَّرَها". انتهى (٢)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عائشة - رضي الله عنها - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٢/ ٥٦٩١ و ٥٦٩٢] (٢١٨٩)، و (البخاريّ) في "الجزية" (٣١٧٥) و"بدء الخلق" (٣٢٦٨) و"الطبّ" (٥٧٦٥ و ٥٧٦٦) و"الأدب" (٦٠٦٣) و"الدعوات" (٦٣٩١)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٤/ ٣٨٠)، و (ابن


(١) "الفتح" ١٣/ ٢١٣ - ٢١٤، كتاب "الطبّ" رقم (٥٧٦٣).
(٢) "الفتح" ١٣/ ٢١٤، كتاب "الطبّ" رقم (٥٧٦٣).