للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على جواز السَّجع في الدعاء، والرُّقَى إذا لم يكن مقصودًا، ولا متكلَّفًا، قاله القرطبيّ رحمه الله (١).

٦ - (ومنها): ما قاله القاضي عياض رحمه الله: فائدة التفل التبرك بتلك الرطوبة، والهواء، والنَّفَس المباشرة للرقية، والذكر الحسن، والكلام الطيّب، كما يُتبرك بغُسالة ما يُكتب من الذِّكر، والأسماء الحسنى، وقد يكون على وجه التفاؤل بزوال ذلك الألم عن المريض، وانفصاله عنه، كانفصال ذلك النفث عن في الراقي، وكان مالك ينفث إذا رَقَى نفسه، وكان يكره الرقية بالحديدة، والملح، والذي يَعْقِد، أو الذي يَكتب خاتم سليمان، وكان العقد عنده أشدّ كراهةً؛ لِمَا في ذلك من مشابهة السحر، كأنه تأوّل قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (٤)}. انتهى (٢).

٧ - (ومنها): استحباب الرقية بالقرآن الكريم، وبالمعوّذات، وبالأذكار، ودعاء الله تعالى بالشفاء.

٨ - (ومنها): ما قاله عياض رحمه الله: إنما خصّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الرُّقَى بالمعوذات؛ لأنهن جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملةً وتفصيلًا، ففيها الاستعاذة من شر ما خلق، فيدخل فيه كل شيء، {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (٤)}، ومن السواحر، ومن شر الحاسدين، ومن شر الوسواس الخناس (٣)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الرابعة): في حكم الرُّقَى، والتعويذات، وأقوال أهل العلم فيه: قال في "الفتح": قد أجمع العلماء على جواز الرُّقَى عند اجتماع ثلاثة شروط:

١ - أن يكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه، وصفاته، وباللسان العربيّ، أو بما يُعْرَف معناه، من غيره.

٢ - وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثّر بذاتها، بل بإذن الله تعالى.

واختلفوا في كونها شرطًا، والراجح أنه لا بدّ من اعتبار الشروط


(١) "المفهم" ٥/ ٥٧٧.
(٢) "إكمال المعلم" ٧/ ١٠٠ - ١٠١.
(٣) "إكمال المعلم" ٧/ ١٠١.