الأقوال: أن الأرض لا تخلو عن قائم لله بحجة، انتهى (١). والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - هذا تفرّد به المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه المصنّف هنا في "الإيمان"[٧٧/ ٤٠٢](١٥٦)، و (أحمد) في "مسنده"(٣/ ٣٨٤ - ٣٨٥)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٣١٧)، و (ابن منده) في "الإيمان"(٤١٨)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(٢٠٧٨)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٦٨١٩)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان نزول عيسى عليه السلام، وحكمه بشريعة نبيّنا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
٢ - (ومنها): بيان قيام هذه الأمة على شريعة نبيّها - صلى الله عليه وسلم - إلى قيام الساعة.
٣ - (ومنها): بيان فضل اتّباع سنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ووجه ذلك أن هؤلاء الطائفة ما حصل لهم ذلك النصر، والثبات على مقاومة العدوّ، وإبادته إلا بسبب اتّباعهم سنته - صلى الله عليه وسلم -.
٤ - (ومنها): أن فيه بيان فضل هذه الأمّة، حيث إن الله عز وجل أجارها عن الاتّفاق على الضلال، فلا تزال جماعة مؤمنة بربّها أيَّ إيمان، متّبعة لسنة نبيّها - صلى الله عليه وسلم -، لا يغيّرها حوادث الزمان، ولا مضايقة أهل المكان، ولا يبدّل أحوالها تعاقب الملوين، واختلاف الجديدين، بل تبقى صابرةً صامدة على الحقّ، لا تبالي بتآمر جميع الخلق، فسبحان من اصطفى خيار عباده لنيل صَفْوِ وداده.
٥ - (ومنها): أن فيه دلالةً على صحّة الإجماع؛ لأن الأمة إذا أجمعت على شيء، فقد دخلت فيهم هذه الطائفة المختصة بهذا الفخر العظيم، فكلّ