للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على النملة يُشفى صاحبها. انتهى (١)، وكأنها سُمِّيت نَملةً؛ لتفشيها، وانتشارها (٢).

وقال القرطبيّ رحمه الله: قال ابن قتيبة: "النملة": قُروح تكون في الجنب، وغير الجنب، تزعم المجوس أن ولد الرَّجل إذا كان من أخته، فخَطَّ على النملة شُفي حاحبها، وأنشد [من الطويل]:

وَلَا عَيْبَ فِينَا غير عِرْقٍ لِمَعْشَرٍ … كِرَامٍ وأنَّا لا نَخُطُّ عَلَى النَّمْلِ

أي: لسنا بمجوسٍ ننكح الأخوات، قال غيره: تكون في الجنب، وغير الجنب، والمشهور فيها فتح النون، وحَكَى الهرويّ فيها الضم، فأمَّا النَّملة - بكسر النون -: فهي الْمِشْية المتقاربة، حكاها الفرَّاء. انتهى (٣).

وقال في "القاموس"، و"شرحه": "النَّمْلة": قروح في الجنب، وغيره، كالنَّمْل؛ أي: النمل، والنملة في ذلك سواء، وأيضًا: بَثْرَةٌ تخرج بالتهاب، واحتراق، وَيرِمُ مكانُها يسيرًا، ويَدِبّ إلى موضع آخر، كالنَّمْلة، قال الجوهريّ: ويسمّيها الأطباء الذُّبَابُ، وقال الأطباء: سببها صفراءُ حادّةٌ، تخرج من أفواه العروق الدِّقَاق، ولا تحتبس فيما هو داخل من ظاهر الجلد؛ لشدّة لطافتها، وحِدَّتِها.

وفي الحديث: "لا رُقية، إلَّا في ثلاث: النملة، والْحُمَة، والنفس".

وقال أبو عبيد في حديث النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال للشفاء: "عَلِّمي حفصة رُقية النملة"، قال ابن الأثير: شيء كانت تستعمله النساء، يَعْلَم كلُّ من سمعه أنه كلام لا يضرّ، ولا ينفع، وهي: هذه العروس تَحتفل، وتختضب، وتكتحل، وكلَّ شيء تفتعل، غير أن لا تَعْصِيَ الرجل. فأراد النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذلك تأنيب حفصة؛ لأنه ألقَى إليها سرًّا، فأفشته.

وفي "الصحاح": وتقول المجوس: إن ولد الرجل إذا كان من أخته، ثم خَطَّ على النملة شُفي صاحبها، وقال [من الطويل]:

وَلَا عَيْبَ فِينَا غَيْرَ عِرْقٍ لِمَعْشَرٍ … كِرَامٍ وَأَنَّا لَا نَخُطُّ عَلَى النَّمْلِ


(١) "شرح النوويّ"١٤/ ١٨٤ - ١٨٥.
(٢) "شرح سنن ابن ماجة" ١/ ٢٥١.
(٣) "المفهم" ٥/ ٥٨١ - ٥٨٢.