للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَجِعَ فلانًا رأسُهُ، أو بطنه - يُجْعَل الإنسان مفعولًا، والعضو فاعلًا، وقد يجوز العكس، وكأنه على القلب؛ لِفَهْم المعنى - يَوْجَعُ وَجَعًا، من باب تَعِبَ، فهو وَجِعٌ: أي مريضٌ، مُتَأَلِّمٌ، ويقع الوَجَعُ على كلّ مرض، وجمعه: أَوْجَاعٌ، مثل سبَب وأسباب، ووِجَاعٌ أيضًا، بالكسر، مثلُ جَبَلٍ وجِبَال، وقوم وَجِعُونَ، ووَجْعَى، مثلُ مَرْضَى، ونساء وَجِعَاتٌ، ووَجَاعَى، وربما قيل: أَوْجَعَهُ رأسه، بالألف، والأصل: وَجَعَهُ ألم رأسه، وأَوْجَعَهُ ألم رأسه، لكنه حُذف للعلم به، وعلى هذا فيقال: فلان مَوْجُوعٌ، والأجود: مَوْجُوعُ الرأس، وإذا قيل: زيد يَوْجَعُ رَأْسَهُ بحذف المفعول، انتَصَب الرأس، وفي نصْبه قولان، قال الفراء: وَجِعْتَ بَطْنَكَ، مثلُ رَشِدتَ أَمْرَكَ، فالمعرفة هنا في معنى النكرة، وقال غير الفرَّاءِ: نُصِبَ البطنُ بنزع الخافض، والأصل: وَجِعْتَ من بطنك، ورَشِدتَ في أمرك؛ لأن المفسِّرَات عند البصريّين لا تكون إلَّا نكرات، وهذا على القول بجعل الشخص مفعولًا واضحٌ، أما إذا جُعِل الشخص فاعلًا، والعضو مفعولًا، فلا يَحتاج إلى هذا التّأويل، وتَوَجَّعَ: تَشَكَّى، وتَوَجَّعْتُ له مِن كذا: رَثَيْتُ له. انتهى (١).

وقوله: (يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ) جملة في محلّ نصب صفة لـ "وجعًا"، قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: الجسد محرّكةً: جسم الإنسان، والجنّ، والملائكة. انتهى (٢).

وقال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: الجَسَدُ جمعه: أَجْسَادٌ، ولا يقال لشيء من خَلْق الأرض: جَسَدٌ، وقال في "البارع": لا يقال: الجَسَدُ إلَّا للحيوان العاقل، وهو الإنسان، والملائكة، والجنّ، ولا يقال لغيره: جَسَدٌ إلَّا للزعفران، وللدم إذا يَبِس أيضًا. انتهى (٣).

(مُنْذُ أَسْلَمَ)؛ أي: من وقت إسلامه، وفي رواية "الموطّأ": "أنه أتى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال عثمان: وبي وَجَعٌ، قد كاد يُهلكني".

[فائدة]: قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ - في "القاموس": "مُنْذُ" بَسيطٌ، مَبْنيٌّ على الضم، و"مُذْ" محذوفٌ منه، مَبْنِيٌّ على السكون، وتكسرُ مِيمُهُما، ويَليهما اسمٌ مجرورٌ،


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٦٤٨ - ٦٤٩.
(٢) "القاموس المحيط" ص ٢١٥.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ١٠١.