للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و (أحمد) في "مسنده" (٤/ ٢١ و ٢١٧)، و (عبد بن حُميد) في "مسنده" (٣٨٢)، و (الطبرانيّ) في "الكبرى" (٩/ ٨٣٤١ و ٨٣٤٢ و ٨٣٤٣)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٢٩٦٤ و ٢٩٦٥ و ٢٩٦٧)، و (الحاكم) في "المستدرك" (١/ ٤٩٤)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان مشروعيّة الرقية، وأنها من الأسباب التي جعلها الله تعالى لإزالة الأمراض الواقعة، ودفع المتوقّعة.

٢ - (ومنها): بيان استحباب وضع اليد على الجسد المتألّم حال الرقية بالذِّكر المذكور.

٣ - (ومنها): استحباب تكرار التسمية ثلاث مرّات، وتكرار التعويذ سبع مرّات.

٤ - (ومنها): ما قاله الإمام ابن عبد البرّ -رحمه الله-: في هذا الحديث دليلٌ واضحٌ على أن صفات الله غير مخلوقة؛ لأن الاستعاذة لا تكون بمخلوق. انتهى (١).

٥ - (ومنها): ما قال أيضًا: وفيه أن الرُّقَى يدفع البلاء، ويكشفه الله به، وهو من أقوى معالجة الأوجاع لمن صحبه اليقين الصحيح، والتوفيق الصريح، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم. انتهى (٢).

٦ - (ومنها): ما قال القرطبيّ -رحمه الله-: قوله: "ضع يدك على الذي يألم من جسدك" هذا الأمر على جهة التعليم، والإرشاد إلى ما ينفع من وضع يد الرَّاقي على المريض، ومَسْحه به، وأن ذلك لم يكن مخصوصًا بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، بل ينبغي أن يفعل ذلك كل راقٍ، وقد تأكد أمر ذلك بفعل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه -رضي الله عنهم- ذلك بأنفسهم، وبغيرهم، كما قد ذكر في الأحاديث المتقدِّمة، فلا ينبغي للرَّاقي أن يَعْدِل عنه للمسح بحديد، ولا بغيره، فإنَّ ذلك لم يفعله أحدٌ ممن سبق ذِكره، ففعلُه تمويهٌ، لا أصل له.

قال: ومما ينبغي للرَّاقي أن يفعله: النّفْث، والتَّفْل، وقد قلنا: إنَّهما نفخ


(١) "التمهيد" لابن عبد البرّ ٢٣/ ٢٩.
(٢) "التمهيد" لابن عبد البرّ ٢٣/ ٢٩.