للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أي: زاره، وهو مريضٌ، -وهو بضمّ الميم، وفتح النون المشدّدة- هو ابن سنان التابعيّ، قال الحافظ: لا أعرفه إلا في هذا الحديث. (ثُمَّ قَالَ) جابر -رضي الله عنه- (لَا أَبْرَحُ)؛ أي: لا أخرُج من مكاني هذا (حَتَّى تَحْتَجِمَ)؛ أي: حتى تعمل الحجامة على خُراجك، (فَإِنِّي) الفاء تعليليّة؛ أي: إنما أمرتك بالاحتجام؛ لأني (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ فِيهِ شِفَاءً") قال في "العمدة": الضمير يرجع إلى الْحَجْم الذي يدلّ عليه قوله: "حتى تحتجم". انتهى (١).

وقال المناويّ: "إن فيه شفاءً"؛ أي: من غالب الأمراض، لغالب الناس، في قطر مخصوص، في زمن مخصوص، هكذا فافهم كلام الرسول، ولا عليك من ضعفاء العقول، فإن هذا وأشباهه يخرج جوابًا لسؤال معيَّن، يكون الحجم له من أنفع الأدوية، ولا يلزم من ذلك الاطراد. انتهى (٢).

وقال في "الفتح": قال الموفّق البغداديّ: الحجامة تُنَقِّي سطح البدن أكثر من الفصد، والفصد لأعماق البدن، والحجامة للصبيان، وفي البلاد الحارّة أَولى من الفصد، وآمن غائلة، وقد تغني عن كثير من الأدوية، ولهذا وردت الأحاديث بذكرها دون الفصد، ولأن العرب غالبًا ما كانت تعرف إلا الحجامة، وقال صاحب "الهدى": التحقيق في أمر الفصد، والحجامة، أنهما يختلفان باختلاف الزمان، والمكان، والمزاج، فالحجامة في الأزمان الحارّة، والأمكنة الحارّة، والأبدان الحارّة التي دم أصحابها في غاية النُّضْج أنفع، والفصد بالعكس، ولهذا كانت الحجامة أنفع للصبيان، ولمن لا يقوى على الفصد. انتهى (٣).

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١١/ ٥٧٣٠ و ٥٧٣١] (٢٢٠٥)، و (البخاريّ) في


(١) "عمدة القاري" ٢١/ ٢٤٢.
(٢) "فيض القدير على الجامع الصغير" للمناويّ ٢/ ٤٧١.
(٣) "الفتح" ١٣/ ٨٣، كتاب "الطبّ" رقم (٥٦٩٦).