للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

له: الغسيل، وهو فَعِيل بمعنى مفعول، وهو جدّ جدّ عبد الرحمن، فهو ابن سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حنظلة، وعبد الرحمن معدود في صغار التابعين؛ لأنه رأى أنسًا، وسهل بن سعد، وجُلّ روايته عن التابعين، وهو ثقة عند الأكثرين، واختَلَفَ فيه قول النسائيّ، وقال ابن حبان: كان يُخطئ كثيرًا. انتهى، وكان قد عُمِّر، فجاز المائة، فلعله تغيّر حِفظه في الآخر، وقد احتجّ به الشيخان، قاله في "الفتح" (١).

(عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ) الأنصاريّ (قَالَ: جَاءَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) -رضي الله عنهما- (فِي أَهْلِنَا)، وقوله: (وَرَجُلٌ) لا يُعرف اسمه (٢). (يَشْتَكِي) جملة حاليّة، (خُرَاجًا بِهِ) بضم الخاء، وتخفيف الراء، قال الفيّوميّ: الْخُرَاج وزانُ غُرَاب: بَثْرٌ، الواحدة خُرَاجةٌ. انتهى (٣). (أَوْ جِرَاحًا) "أو" للشكّ من الراوي، هل قال: "خراجًا"، أو قال: "جِرَاحًا"، والْجِراح بالكسر: جمع جراحة، وقال في "التاج": الجِرَاحُ بالكسر: جَمْع جِرَاحَةٍ، وهو من الجَمْع الّذي لا يُفارِق واحِدَه إِلا بالهاءِ، وفي "التّهذيب": قال اللّيث (٤): الجِراحةُ: الواحِدَةُ من طَعْنَةٍ، أَو ضَرْبةٍ. انتهى (٥).

(فَقَالَ) جابر -رضي الله عنه- (مَا تَشْتَكِي؟) "ما" استفهاميّة؛ أي: أيَّ شيء تشتكي؟ (قَالَ) الرجلُ (خُرَاجٌ بِي) مبتدأ خبره قوله: (قَدْ شَقَّ عَلَيَّ) والمراد أنه يشتكي خُراجًا ببدنه، قد أضرّ به، ويَحتَمِل أن يكون قوله: "خُراج بي" خبرًا لمحذوف؛ أي: هو، أي المشتَكَى خُراج، وقوله: "قد شقّ عليّ" جملة حاليّة من "خُرَاجٌ". (فَقَالَ) جابر -رضي الله عنه-: (يا غُلَامُ) لم يُعرف اسمه، (ائْتِنِي بِحَجَّامٍ) وفي نسخة: "بالحجّام" بالتعريف، (فَقَالَ لَهُ)؛ أي: قال الرجل المشتكي لجابر -رضي الله عنه-. (مَا) استفهاميّة؛ أي: أيَّ شيء (تَصْنَعُ بِالْحَجَّامِ، يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟) كنية جابر -رضي الله عنه-. (قَالَ) جابر (أُرِيدُ أَنْ أُعَلِّقَ فِيهِ)؛ أي: في محلّ شكواك


(١) "الفتح" ١٣/ ٦٥ - ٦٦، كتاب "الطبّ" رقم (٥٦٨٣).
(٢) راجع: "تنبيه المعلم" ص ٣٧٦.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ١٦٦.
(٤) تعقّب الأزهريّ قول الليث هذا، راجع: "التاج" ١/ ١٥٦٤.
(٥) "تاج العروس" ١/ ١٥٦٤.