للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(مِحْجَمًا) بكسر الميم، وفتح الجيم: هي الآلة التي تُمَصّ، ويُجمع بها موضع الحجامة، قاله النوويّ -رحمه الله- (١).

وقال الفيّوميّ -رحمه الله-: حجمه الحاجم حَجْمًا، من باب قَتَلَ: شَرَطَهُ، وهو حجّام أيضًا مبالغة، واسم الصناعة حِجَامةٌ بالكسر، والقارورة مِحْجَمةٌ بكسر الأول، والهاء تثبُتُ، وتُحذف، والْمَحْجَمُ، مثلُ جَعْفر: موضع الحجامة. انتهى (٢).

وذكر المجد -رحمه الله- للحجم معاني، ومنها: الْمَصُّ، قال: حجم يَحْجِم، ويحجُم، من بابي ضرب، ونصر، والْحجّام الْمَصّاص، قال: والْمِحْجَم، والْمِحْجَمَة بكسرهما: ما يُحتجم به، وحِرفته: الْحِجامة، ككتابة، واحتَجَم: طَلَبها. انتهى (٣).

(قَالَ) الرجل (وَاللهِ إِنَّ الذُّبَابَ لَيُصِيبُنِي، أَوْ يُصِيبُنِي الثَّوْبُ، فَيُؤْذِينِي، وَيَشُقُّ عَلَيَّ) أراد أنه لا يتحمّل عضّ الذباب على موضع المرض، أو إصابة الثوب، فكيف يتحمّل تعليق المحجم عليه؟ (فَلَمَّا رَأَى) جابر -رضي الله عنه- (تَبَرُّمَهُ)؛ أي: تضجّره، ومَلاله، يقال: بَرِمَ بالشيء -بكسر الراء- بَرَمًا، فهو بَرِمٌ، مثلُ ضَجِرَ ضَجَرًا، فهو ضَجِرٌ، وزنًا ومعنًى، ويتعدّى بالهمزة، فيقال: أبرمته به، وتبرّم مثلُ بَرِم (٤). (مِنْ ذَلِكَ قَالَ) جابر -رضي الله عنه- (إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنْ كَانَ) "إن" هنا شرطيّة، جيء بها للتهييج، لا للشكّ، كما يقول الرجل لولده: إن كنت ولدي فافعل كذا، فالمعنى هنا أن هذه الأدوية الثلاثة فيها خير عظيم، فعليكم بالتداوي بها، والله تعالى أعلم. (فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ)؛ أي: شفاء، قال القرطبيّ -رحمه الله-: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن كان في أدويتكم خيرٌ، ففي شَرْطة مِحْجَم" يعني بالخير: الشِّفاء، والْمِحْجم: هو الوعاء الذي تُجمع فيها موضع الحجامة، ويجتمع فيه الدَّم، وهو جمعٌ واحده: محجمة، وهي بكسر الميم، وقد يقال على الحديدة التي يُشْرَط بها، وهي المعنيّة هنا، وجاء هذا الحديث هنا بصيغة الاشتراط من غير تحقيق الأخبار، وقد جاء في البخاريّ من


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٩٧.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ١٢٣.
(٣) "القاموس المحيط" ص ٢٦٨.
(٤) "المصباح المنير" ١/ ٤٥.