للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أجوره، كما سبق، وللكافر عقوبةً، وانتقامًا، وإنما طَلَب ابن عمر كشفه مع ما فيه من الثواب؛ لمشروعية طلب العافية من الله سبحانه؛ إذ هو قادر على أن يُكَفِّر سيئات عبده، ويُعظم ثوابه من غير أن يصيبه شيء يَشُقّ عليه، والله تعالى أعلم (١).

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١١/ ٥٧٣٩ و ٥٧٤٠ و ٥٧٤١ و ٥٧٤٢] (٢٢٠٩)، و (البخاريّ) في "بدء الخلق" (٣٢٦٤)، و"الطبّ" (٥٧٢٣)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٤/ ٢٧٩)، و (ابن ماجه) في "الطبّ" (٣٤٧٢)، و (مالك) في "الموطّأ" (٢/ ٩٤٥)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (٨/ ٨١)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٢١ و ٨٥)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (١٣٣٤٢)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٦٠٦٦ و ٦٠٦٧)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): قال الخطابيّ، ومن تبعه: اعتَرَض بعض سُخفاء الأطباء على هذا الحديث بأن قال: اغتسال المحموم بالماء خطر يقربه من الهلاك؛ لأنه يجمع المسامّ، ويحقن الْبُخار، ويعكس الحرارة إلى داخل الجسم، فيكون ذلك سببًا للتلف.

قال القرطبيّ -رحمه الله-: وجوابه أن هذا إن صدر عمَّن ارتاب في صدق النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فجوابه بالمعجزات الدَّالة على صدقه -صلى الله عليه وسلم- التي تدل قطعًا على صحة قوله، وصواب فعله، فإنْ حصل له التصديق والإيمان، وإلا فقد يفعل الله بالسيف والسِّنان ما لا يُفعل بالبرهان، وإن صدر عن مصدِّقٍ له، ومؤمن برسالته -وما أقله فيمن يتعاطى صنعة الأطباء! - قيل له: تفهَّم مراده من هذا الكلام؛ فإنَّه لم ينصَّ على كيفية تبريد الحمى بالماء، وإنَّما أرشد إلى تبريدها بالماء مطلقًا، فإنْ أظهر الوجودُ، أو صناعة الطبّ أن غمس المحموم في


(١) "الفتح" ١٣/ ١٢٧، كتاب "الطبّ" رقم (٥٧٢٣).