أنه من خماسيّات المصنّف -رحمه الله-، وله فيه خمسة من الشيوخ قَرَن بينهم؛ لاتحاد كيفيّة أَخْذه عنهم، حيث سمع من لفظهم مع جماعة، ولذا قال:"حدّثنا"، ثم فصّل بينهم؛ لاختلاف كيفيّة أَخْذهم عن شيخهم، حيث أخذ يحيى بقراءة غيره على سفيان، ولذا قال: أخبرنا، والباقون سمعوا من لفظه، ولذا قالوا: حدّثنا سفيان، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ.
شرح الحديث:
(عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ) بكسر الميم، وسكون الحاء، وفتح الصاد المهملتين، آخره نون، قيل: اسمها آمنة، وقد صرّح عبيد الله في الرواية التالية بأن أم قيس أخبرته.
قال ابن عبد البرّ: اسم أمّ قيس جُذامة -يعني: بالجيم، والذال المعجمة- وقال السهيليّ: اسمها آمنة، وليس لها في "الصحيحين" غير هذا الحديث، وهو مشتمل على قصّتين: قصّة بول ابنها في حِجر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وقصّة إعلاقها له من العذرة، فأما قصّة البول فتقدّمت في "كتاب الطهارة"، وأعادها هنا مع الثانية، ومات ابنها هذا في عهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهو صغير، كما رواه النسائيّ، قال الحافظ: ولم أقف على تسميته. انتهى (١).
(أُخْتِ عُكَّاشَةَ) بجرّ "أخت" بدلًا عن "أمّ قيس"، و"عُكاشة" -بتشديد الكاف، وتخفيفها- ابْنِ مِحْصَنٍ بن حُرْثان -بضم المهملة، وسكون الراء، بعدها مثلثة- ابن قيس بن مُرّة بن بُكير -بضم الموحدة- ابن غَنْم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ، حليف بني عبد شمس، من السابقين الأولين، وشهد بدرًا، وقع ذِكْره في "الصحيحين" في حديث ابن عباس في السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب: "فقال عكاشة: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: