للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنت منهم، فقام آخر: فقال: سبقك بها عكاشة"، وقد ضُرِب بها المثل، يقال للسابق في الأمر: "سبقك بها عكاشة".

قيل: استُشهد عكاشة في قتال أهل الردّة، قتله طليحة بن خويلد الذي تنبأ، ثم عاد إلى الإسلام، أفاده في "الإصابة" (١).

وفي الرواية التالية من طريق يونس بن يزيد أن ابن شهاب أخبره، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن أم قيس بنت محصن، وكانت من المهاجرات الأُوَل اللاتي بايعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي أخت عكاشة بن مِحصن أحدِ بني أسد بن خزيمة، قال: "أخبرتني أنها أتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بابن لها لم يبلغ أن يأكل الطعام … " الحديث.

(قَالَتْ) أم قيس (دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي) تقدّم آنفًا أنه لا يُعرف اسمه، (عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ) قالَ في "الفتح": المراد بالطعام ما عدا اللبن الذي يرتضعه، والتمر الذي يُحَنّك به، والعسل الذي يُلْعَقه للمداواة، وغيرها، فكأن المراد أنه لم يحصل له الاغتذاء بغير اللبن على الاستقلال، هذا مقتضى كلام النوويّ في "شرح مسلم"، و"شرح المهذب"، وأطلق في "الروضة" تبعًا لأصلها أنه لم يَطْعَم، ولم يشرب غير اللبن، وقال في "نكت التنبيه": المراد: أنه لم يأكل غير اللبن، وغير ما يُحَنّك به، وما أشبهه، وحَمَل الموفق الحمويّ في "شرح التنبيه" قوله: "لم يأكل" على ظاهره، فقال: معناه: لم يستقلّ بجعل الطعام في فيه، والأول أظهر، وبه جزم الموفق ابن قُدامة، وغيره، وقال ابن التين: يَحْتَمِل أنها أرادت أنه لم يتقوَّت بالطعام، ولم يستغن به عن الرضاع، ويَحْتَمِل أنها إنما جاءت به عند ولادته؛ ليحنّكه -صلى الله عليه وسلم-، فيُحْمَل النفي على عمومه. انتهى (٢).

(فَبَالَ عَلَيْهِ)؛ أي: بال ذلك الصبيّ على النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وفي الرواية التالية: "بال في حِجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية للبخاريّ: "فأجلسه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حِجره، فبال على ثوبه". (فَدَعَا بِمَاءٍ)؛ أي: طلب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ماءً (فَرَشَّهُ)،


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٤/ ٥٣٣.
(٢) "الفتح" ١/ ٥٥٧، كتاب "الوضوء" رقم (٢٢٣).