للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي بعض النُّسخ: "فرشّه عليه". (قَالَتْ) أم قيس (وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ) -صلى الله عليه وسلم- (بِابْنٍ لِي) هو ابن الذي بال في حجره -صلى الله عليه وسلم-، وقولها: (قَدْ أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ) قال النوويّ -رحمه الله-: هكذا هو في جميع نُسخ "صحيح مسلم": "عليه"، ووقع في "صحيح البخاريّ" من رواية معمر وغيره: "فأعلقت عليه"، كما هنا، ومن رواية سفيان بن عيينة: "فأعلقت عنه" بالنون، وهذا هو المعروف عند أهل اللغة، قال الخطابيّ: المحدثون يروونه: "أعلقت عليه"، والصواب: "عنه"، وكذا قال غيره، وحكاهما بعضهم لغتين: "أعلقت عنه"، و"عليه"، ومعناه: عالجتُ وَجَعَ لَهاته بإصبعي. انتهى (١).

وقال القرطبيّ -رحمه اللهُ-: كذا وقع هذا اللفظ في كتاب مسلم: "أعلقت عليه" بلا خلاف فيه، ووقع في البخاريّ باختلاف، ففي رواية معمر وغيره كما في كتاب مسلم، وفي رواية سفيان بن عيينة: "أعلقت عنه"، قال الخطابي: وهو الصواب، وإلى ذلك أشار ابن الأعرابيّ. انتهى (٢).

(مِنَ الْعُذْرَةِ)؛ أي: من أجلها، قال في "العمدة": "الْعُذْرة" -بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة، وبالراء-: وَجَعَ الحلق، وهو الذي يُسَمَّى سقوط اللَّهاة، بفتح اللام، وهي اللحمة التي تكون في أقصى الحلق. انتهى (٣).

وقال النوويّ -رحمه الله-: العذرة: وجع في الحلق، يَهِيج من الدم، يقال في علاجها: عَذَرته، فهو معذور، وقيل: هي قُرْحة تخرج في الْخَرْم الذي بين الحلق والأنف، تَعْرِض للصبيان غالبًا عند طلوع الْعُذْرة، وهي خمسة كواكب، تحت الشِّعْرَى الْعَبُور، وتسمى الْعَذَارى، وتطلع في وسط الحرّ، وعادة النساء في معالجة الْعُذرة أن تأخذ المرأة خرقةً، فتفتلها فتلًا شديدًا، وتدخلها في أنف الصبىّ، فتطعُنُ ذلك الموضعِ، فينفجر منه دم أسود، وربما أقرحته، وذلك الطعْنُ يسمى دَغْرًا، يقال: عَذرت المرأة الصبيّ: إذا غَمَزت حلقه من الْعُذرة، أو فعلت به ذلك، وكانوا بعد ذلك يُعلّقون عليه عِلاقًا؛ كالْعُوذة، قاله في "النهاية" (٤).


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ٢٠٠.
(٢) "المفهم" ٥/ ٦٠٢.
(٣) "عمدة القاري" ٢١/ ٢٥٠.
(٤) "النهاية في غريب الأثر" ص ٦٠٠.