للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال القرطبيّ: "العذرة": وجع الحلق، فخافت أن يكون به ذلك، فرفعت لَهاته بإصبعها، وقال الأصمعيّ: العذرة قريبٌ من اللهاة، وفي "البارع": العذرة: اللهاة، وقد تقدَّم أن اللَّهاة: اللحمة الحمراء التي في آخر الفم، وأول الحلق، والنِّساء ترفعها بأصابعهن، فنهاهنَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؛ لِمَا فيه من تعذيب الصبيّ، ولعل ذلك يزيد في وجع اللهاة. انتهى (١).

(فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم-: ("عَلَامَهْ) قال النوويّ -رَحمه اللهُ-: هكذا هو في جميع النُّسخ "علامه"، وهي هاء السكت، ثبتت هنا في الدَّرج (٢). (تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ) قال المجد -رَحمه اللهُ-: الدّغْر -بفتح الدال، وسكون الغين-: الدفع، وغَمْزُ الْحَلْق، ورَفْع المرأة لَهاةَ الصبيّ بإصبَعها، قال: والفعل كمنع. انتهى (٣).

وقال القرطبيّ -رحمه اللهُ-: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "علام تدغرن أولادكنَّ بهذا العِلاق؟! " تدغرن: الرواية الصحيحة فيه: بالدال المهملة، والغين المعجمة، لا يجوز غيره، ومعناه هنا: رفع اللهاة، وأصله: الرفع، ومنه قول العرب: دَغْرَى، لا صَفَّى، ودَغْرًا لا صفًّا -منونًا، وغير منوَّن- يقولون هذا في الحرب؛ أي: ادفعوا عليهم، ولا تصطفُّوا لهم. انتهى (٤).

وقال النوويّ: معنى "تدغرن أولادكنّ": أنها تَغْمِز حَلْق الولد بإصبَعها، فترفع ذلك الموضع، وتكبسه. انتهى (٥).

وفي رواية البخاريّ: "علام تدغرن أي: لأيّ شيء، و"تدغرن" خطاب للنسوة، وهو بِالْغَين المعجمة، والدال المهملة، والدَّغْر: غَمْزُ الحلق، قاله في "الفتح".

وقال في "العمدة": الدغر: غمز الحلق بالإصبع، وذلك أن الصبي تأخذه العُذْرة، وهي وجع يَهِيج في الحلق من الدم، فتُدخل المرأة إصبعها، فتدفع بها ذلك الموضع، وتكبسه، وأصل الدغر: الدفع. انتهى. قال القاري: والمعنى: على أيّ شيء تعالجن أولادكنّ، وتَغْمِزن حلوقهم. انتهى (٦).


(١) "المفهم" ٥/ ٦٠٢ - ٦٠٣.
(٢) "شرح النوويّ" ١٤/ ٢٠١.
(٣) "القاموس المحيط" ص ٤٣٤ - ٤٣٥.
(٤) "المفهم" ٥/ ٦٠٣.
(٥) "شرح النوويّ" ١٤/ ٢٠٠.
(٦) "عون المعبود" ١٠/ ٢٥٨.