للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحديث، ولو لم يقل ذلك أحد من الأطبّاء، فنحن نصدّق بعموم ما قاله نبيّنا -صلى الله عليه وسلم-، دون شكّ، وارتياب، والله تعالى أعلم.

(المسألة الرابعة): أخرج البخاريّ -رحمه اللهُ- في "صحيحه" من طريق منصور بن المعتمر، عن خالد بن سعد، قال: خرجنا، ومعنا غالب بن أبجر، فمَرِض في الطريق، فقَدِمنا المدينةَ، وهو مريض، فعاده ابن أبي عتيق، فقال لنا: عليكم بهذه الْحُبيبة السوداء، فخذوا منها خمسًا، أو سبعًا، فاسحقوها، ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت، في هذا الجانب، وفي هذا الجانب، فإن عائشة حدّثتني أنها سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن هذه الحبة السوداء شفاءٌ من كل داء، إلا من السام"، قلت: وما السام؟ قال: الموت. انتهى (١)، وهذا الحديث لم يخرجه مسلم، وإنما ذكرته مع شرحه؛ لفوائد المهمّة.

قال في "الفتح": قوله: "ومعنا غالب بن أبجر" بموحّدة، وجيم، وزن أحمد، يقال: إنه الصحابيّ الذي سأل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن الحمر الأهلية، وحديثه عند أبي داود.

قوله: "فعاده ابن أبي عتيق"، في رواية أبي بكر الأعين: "فعاده أبو بكر بن أبي عتيق"، وكذا قال سائر أصحاب عبد الله بن أبي موسى، إلا المنجنيقيّ، فقال في روايته: عن خالد بن سعد، عن غالب بن أبجر، عن أبي بكر الصديق، عن عائشة، واختصر القصة، وبسياقها يتبيَّن الصواب، قال الخطيب: وقوله في السند: "عن غالب بن أبجر" وهَمٌ، فليس لغالب فيه رواية، وإنما سمعه خالد مع غالب من أبي بكر بن أبي عتيق، قال: وأبو بكر بن أبي عتيق هذا هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وأبو عتيق كنية أبيه، محمد بن عبد الرحمن، وهو معدود في الصحابة؛ لكونه وُلد في عهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأبوه، وجدّه، وجدّ أبيه صحابة مشهورون.

قوله: "عليكم بهذه الحبيبة السويداء" كذا هنا بالتصغير فيهما، إلا الكشميهنيّ، فقال: السوداء، وهي رواية الأكثر ممن قدمت ذِكْره أنه أخرج الحديث.


(١) "صحيح البخاريّ " ٥/ ٢١٥٣.